الأربعاء، 9 يوليو 2008

الأطباء الأفغان بلا حدود أيضا

ازدهر سوق الخطاطين في كابول في وقت لا يستطيع أحد تحديده بسبب كثرة الأطباء وعياداتهم.
لا مجال لرؤية أصباغ العمارات في مركز العاصمة بسبب العدد اللامحدود من يافطات الأطباء وإعلاناتهم التي تداوي الناس حال قراءتها.
شبكة واسعة من أطباء في مختلف الاختصاصات مهيأة لمعالجة كل أمراض العصر الحديث المستوطنة وغير المستوطنة. يكتنف المرء حال الإطلاع على هذا المشهد إحساس بأن الأطباء أكثر من المرضى ، وهي ظاهرة لم تصل إليها أكثر المجتمعات تقدما بنظام نسبة الأطباء للفرد.
ولكن تبين أن اليافطات معلقة والأطباء غير موجودين. فكل العيادات هجرها أصحابها منذ سنين. ولم يتركوها فحسب، بل هجروا البلاد ومن فيها. ولا تزال إعلاناتهم المتألقة في أعالي المدينة مثل آثار يريد الناس الاحتفاظ بها للذكرى. وربما تركوها حفاظا للجميل أو أملا بعودتهم يوما ما عندما تنفتح الحياة الجديدة.
وبعض العيادات احتفظت بأسماء الأطباء فقط ، إلا أنها تحولت الى مطاعم للكباب والـ " بلو قابلى " و "مهما نخانه" أو "جاي صبح ".
راحت أيام أطباء " أمراض داخله أنتاني " و " أمراض نسائي ولادي " و " أمراض داخله قلب " و " روماتيزم مشش " و " عقلي وعصبي " و " كلينيك تشخيص " و " معاينات لابروتوري " و " طبيب دندان " و " رجال تناسلي " … ولم يتبق غير شواهدهم.
كان الأطباء يختارون دائما عياداتهم في مراكز المدن وفي المناطق التجارية حيث ازدحام الناس. يمر الناس قربها الآن ، وقد يوخزهم الألم أو يحملوا مصائب الأمراض لكن لا شفيع أو طبيب.
قالوا في " وزارات صحات عامات " بأن 90 % من الأطباء هاجروا البلاد ويعتبرون هجرة العقول هذه أهم المشاكل التي يعاني منها الجانب الصحي في أفغانستان.
لعل هذه الصور تصطدم بنظر أحد الأطباء لتذكره بأن يافطة عيادته على حالها لم يمسسها بشر بالرغم من تبدل الأحوال وحيثما ذهب.