الثلاثاء، 26 فبراير 2008

المانحون والطامعون




الأهوار- د . جمال حسين علي

" عسى أن يتكاثر من جديد شعب البلاد المباد
وعسى أن يسير على دربها القصير والطويل"

- شاعر بابلي -

بعد أن دكوها وأحرقوها وأذابوها ورشوا عليها الزرنيخ والجمرة والخردل تظهر بعد عشرين سنة صور بأقمارهم الصناعية يدلل ملتقطوها على أن الأهوار في بداية التسعينات لم تعد كالأهوار في نهايتها. واستنادا الى هذه الصور وبعض المشاهدات الفضائية والتقارير المحلية بنوا برامجهم الأممية لإنقاذ البط والنورس، البني والروبيان، وتمشيط تسريحة الجاموس الكسلان. هذا فصل محاسبة بالأرقام والأسماء والعناوين الواقعية والإلكترونية والأسماء ورموزها المختصرة والحسابات العلنية والسرية نتاج بحث ومراقبة ومتابعة الجهود الدولية لاستعادة جنة عدن كما أسمتها متفضلة المنظمة الأعلى في العالم استمر لأكثر من أربع سنوات، تابعنا فيه كل ما قالوه وصرحوا به وكل اجتماعاتهم وفنادقهم المزينة بنقود الأهواريين ومؤتمراتهم و عروضهم المدهشة للمتحف الدولي الذي زجوا به أناسنا الطيبين الذين لم تتعد آمالهم مبصر البقرة ولم تتخاذل ادعاءاتهم دقة جناح الغاق، ولم يفتأ عذابهم سمو المناجل ولا حدة الفالات ولا مكر الشباك أو مرح الزرازير. لقد نشرت «هيومين رايتس ووتش» دراسة للإحاطة بمشكلة الهور وما فعله النظام بها من تجفيف وحرق وتدمير وتهجير في يناير 2003، أي قبل الحرب بأسابيع وبعد أن تأكد الجميع من سقوط النظام. وهذا التقرير ينبغي ان ينشر كأقصى حد بعد قمع الانتفاضة وبداية التجفيف لكي يمنع ما حصل وليس بعد 12 عاما وكوسيلة دعائية. فلتكن محاسبة ومناظرة وتقييم لجدولة القيل والقال وحوار وأسئلة واستعراض هدفه وضع النقود على الحروف والقناطر على السواقي استكمالا لأصل المذبحة ولكي لا ينزل أحد - بعد الآن - إلى الهور مرتين!
التقييم
تراوحت تقييمات المنظمات الدولية والخبراء الأجانب فيما حصل وسيحصل في الأهوار، لكنها التقت عند نقطة اتفق عليها الجميع وهي أن إعادة الأهوار لسابق عهدها أمر في غاية الصعوبة. قال أندرو ناتسيوس المدير الإداري للوكالة الاميركية للتنمية الدولية في هذا الصدد، إن الأبحاث أوضحت أنه «ربما يكون بوسعنا أن نصلح نحو 25% من الأهوار بالمقننات المائية المحلية». مضيفا: «نحن نبحث هذه الإمكانية من الوجهة الهيدرولوجية في ضوء التقنيات المتاحة والتصرف المائي». إن مشاهدتنا الميدانية لكل مناطق الأهوار وما حولها وتتبعنا لمجاري المياه وكل الروافد والجداول في المنطقة بما في ذلك الأنهر الصناعية الثلاثة التي تلقي بمياهها في البحر، تتيح القول ان المياه موجودة، لكن «التصرف» بها ساكنا ولم يجد المبادرة والإمكانات اللازمة للبدء على الأرض في تنفيذ مشروع الأحلام هذا الذي كان في المواسم الثلاثة السابقة متاحا بالنظر لكمية المياه الكبيرة التي وصلت الإقليم فقد أشارت شيزورو أوكي منسقة مشروع الاهوار التابع للأمم المتحدة لكن عام 2003 كان جيدا بالنسبة لكميات المياه «فقد تساقطت الثلوج الكثيفة على الأراضي المرتفعة والأمطار الغزيرة» وكذلك الحال بالنسبة للسنتين الماضيتين. كلاوس توبفر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة كان متشائما هو الآخر موضحا أن الأمر «يتطلب بذل جهود ضخمة وإعداد مشروع لإحياء مساحة شاسعة من الأهوار، إلا أنه سيكون مشروعا صعبا ومعقدا». ولأنه تحدث عن «جهود ضخمة» ولعله يدرك أنها لن تبذل ختم تقييمه كالتالي: «لسنا على هذا القدر من التفاؤل وندرك أن هذا المشروع لن يتم بين ليلة وضحاها».
عوامل الطعن
توماس كريسمان مدير مركز هاوارد أودم للمسطحات المائية في جامعة فلوريدا وعضو فريق مكلف بوضع تقرير عن إمكانية إصلاح الأهوار قال إن ناتسيوس قد «استبق الأحداث في توقعاته بشأن إصلاح الأهوار». ونؤيده حين ركز على أهم نقطة في المشكلة: «المطلوب هو كيفية استعادة البيئة وفي الوقت نفسه محاولة التوصل لكيفية استعادة حضارة». هنا تبرز ثلاثة عوامل فهمها كريسمان جيدا لكنه لم يتأكد من الإجابة عليها: أولا، كمية المياه المتاحة ونوعيتها (رأينا أنها موجودة وبحاجة الى تنظيم المبازل لتقليل ملوحتها). ثانيا توقيت تدفقها (بمساعدة وتشغيل الأهواريين في المشروع ستسهل المهمة للغاية لأنهم الأعلم بالتوقيت). ثالثا، رغبة الناس بالعودة وهي متوفرة. هذه العوامل الثلاثة هي التي ستحدد عسر المهمة ويسرها وليلتها وضحاها ومن غير الممكن الإشادة علميا ولا حتى مهنيا بنسبة ناتسيوس التي حددها 25 % وهو ما استطاع أن يجود به ويعيده من الأهوار التي عرفتها الأمم المتحدة كالتالي: «موطن تنوع بيولوجي ذو أهمية عالمية ».
أن قضية الأهوار ومشاكلها وما تعانيه مسؤولية عالمية إذاً فلدينا أرض اختفت عنها المياه، لنقل تبخرت وظهرت على أرضها طبقات ملحية، ويوجد لدينا أنهر كافية طبيعية واصطناعية فيها مياه عذبة، لا يتطلب الأمر سوى غلق النواظم التي تذهب بالمياه العذبة إلى البحر وتوجيهها إلى الأرض ذات الطبقات الملحية.
توثيق متأخر
المدير التنفيذي لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة كلاوس توبفر يعترف بأن «أهوار بلاد ما بين النهرين تمثل أكبر نظام بيئي مائي في الشرق الأوسط وغربي أوراسيا وهي ذات أهمية ثقافية كبيرة وقد لعب برنامج الأمم المتحدة للبيئة دورا مهما في تحديد مصيرها فهو من وثق لتدميرها ونبه العالم لهذا الخطر». التوثيق الذي يقصده توبفر لم يكن سوى صورتين أو أكثر التقطتهما أقمار صناعية اميركية وقبل ان تبثها وكالة «ناسا» عبر موقعها ومن ثم تبادلتها المواقع الإلكترونية المعنية والتوثيق احتفظت بها منظمة المسح الجيولوجي الاميركية والمركز الاميركي الوطني لعلوم الأرض ومراقبة المصادر الطبيعية UROS USGS هو صورتان للأهوار الأولى التقطت في فبراير 1991 والثانية في مارس 1993 وملخص الفارق بين الصورتين معروف فالأولى التقطت قبل التجفيف والثانية بعده.
المسألة لا تنحصر في أن هذه المنظمة الدولية تدعي ما لم تفعله بأنها التي نبهت العالم للخطر، بل فيما هو أعظم: أولا، ان الصور التقطت مطلع التسعينات والمنظمة «نبهت العالم» فقط في عام 2001 حينما بدأت الحملة الإعلامية الاميركية ضد النظام. ثانيا، لم تنشر هذه المنظمة أي بيان ولم تنشر هذه الصور أو غيرها طوال 10 سنوات بالرغم من علمها بها، وكانت عملية التجفيف تسير بتكنولوجيا الشركات الاميركية والبريطانية والألمانية والروسية واليابانية وكان يمكن لهذه المنظمة التي لا يمانع مجلس الأمن من دعمها بالمسارعة ومنع التجفيف قبل حدوثه بإصدار قرار مناسب من الجمعية العامة أو مجلس الأمن. لكنهم تركوا صدام يجفف الأهوار ويشرد الناس ويدفنهم في المقابر الجماعية وما إن قرروا إزاحته حتى ظهرت الصور. ثمة منظمات ومؤسسات رسمية من كندا طرحت نفسها كالمذكورين، كراعية لعملية تأهيل الأهوار، لكن ما لاحظناه في كل الجهود الدولية، أنهم جميعا يتفقون على أن العمل سيطول ولم يحدد أي منهم إلى أي مدى ولم يذكروا أي تاريخ وموعد ومسألة أخرى غاية في الأهمية، إنهم اتفقوا على أن الأهوار بمساحتها السابقة لن تعود كالسابق، وهذه أكثر النتائج إحباطا تعرضنا لها في غضون بحثنا الراهن.
موقف مخلص
نستعين لدعم هذا الموقف بتقرير كورتيس ريتشاردسون المنشور في مجلة العلوم الاميركية وهو أستاذ في جامعة ديوك في ولاية نورث كارولاينا، استنتج منه أن فرص إعادة إحياء الأهوار تزايدت جدا، بعد أن ثبت تحليله أن دجلة والفرات غير محملين بالمبيدات الحشرية ولا الملوثات الأخرى الرئيسية. وأشار إلى ان «انقلاب الهرم الغذائي في المنطقة» بتفوق عدد الأسماك الضارية على الصغيرة. وأيدت هذا الرأي (تزايد فرص إحياء الأهوار) نتائج السيمنار السنوي للجمعية الاميركية للتقدم العلمي. مخاوف ريتشاردسون محصورة في الأمر الرئيسي الذي أشرنا إليه سابقا وهو " كمية المياه " التي يعتبرها الخبير الاميركي المسألة الفصل في مستقبل الأهوار.
مشكلة المياه
ومشكلة المياه في جوهر الأمر، سياسية وليس لها علاقة بمنسوبها ولا بكمية الثلوج ولا بمنح المانحين، لكون الوضع السياسي الهش في العراق لا يعطي المسؤولين العراقيين «قاعدة صلبة» في المفاوضات المائية مع تركيا وإيران. هنا، ينبغي ان تلعب الولايات المتحدة دورا سياسيا في تلطيف الأجواء المائية مع تركيا بالذات لتسمح بمرور المياه إلى مجاريها العراقية وخاصة صوب الفرات الذي يعاني من السدود السورية (الرئيسان العراقيان اللذان حكما العراق بعد سقوط النظام غازي الياور وجلال الطالباني زارا تركيا وطلبا من الجانب التركي تلبية احتياجات العراق المائية وتم الاتفاق على ذلك وعقد جولات للمباحثات بين المتخصصين، أثمرت بالفعل على الأرض بانسياب جيد للمياه في النهرين).
أما إيران فيخصها هور الحويزة فقط ولا تستطيع بشكل جاد التأثير في الأهوار الأخرى، حتى هذا الهور ففي أراضيها النسبة الأقل من مساحته التي لا تؤثر بأي شكل حتى في هور الحويزة. وفد وزارة الموارد المائية العراقية زار إيران وبعدها صرحوا بأنهم لمسوا «تجاوبا إيرانيا إيجابيا » ورحلت مشكلاتهم الى اجتماع عقد في جنيف اتفقوا فيه على الاجتماع مرتين في السنة..
المشكلة غير موجودة
ولكي لا ينشغل الخبراء الأجانب الجادون والمخلصون تحديدا في مسائل التربة وعناصر السلينيوم السامة فيها ومخاوفهم من الأملاح وكبريتيد الهيدروجين، نخبرهم بأنه فعلا توجد نسبة أملاح كبيرة وخاصة الطبيعية منها في المناطق المجففة، لكن نسبة الأملاح هذه ستختفي فور إطلاق سراح المياه المخزونة والموجهة في الاتجاهات الخطأ. أن كل الخبراء المخلصين للبيئة في الأهوار الذين ذكرنا بعضا منهم متخوفين من مسألة غير موجودة، على الأقل في الوقت الحاضر، فلدينا المئات من الصور الملتقطة حديثا تثبت وجود كميات كافية من المياه باستطاعتها هزيمة الأملاح التي لا يمكن اعتبارها بطلة الأزمة، فهي وجدت مع التجفيف وستختفي وستذوب فور فتح المياه. كذلك التربة،، لأن هذه الأرض غمرت بالمياه من قبل التاريخ وتكونت بطريقة لا تميت خصوبتها سنوات الجفاف العشر، شيء طبيعي أن تبرز منها الأملاح ولو وصلت الى قدمين في مناطق معينة، لكن ما يلفت الانتباه حقا، أنه وبالرغم من الجفاف، لا تزال النباتات تنمو وتعيش النخلات ويستقيم البردي. فالبردي مثلا، يمكنه أن يعيش 300 سنة من دون ماء، جذوره وتكوينه خلقت على هذا النحو، لذلك من الممكن التخوف من أزمة كمية المياه التي هي سياسية، لكن لا ينبغي رمي كل أثقال المشكلة عليها والانتظار لسنوات قد يطول الحديث فيها وتزداد المؤتمرات وتلمع التصريحات كالخبر الذي أوردته وكالة الأنباء اليابانية معتمدة فيه على حديث مع وزيرة البيئة اليابانية كويكي يوريكو تفيد فيه ان اليابان قد قامت «بإصلاح بيئة الأهوار الجنوبية في تجربة قالت عنها منظمة الأغذية والزراعة الدولية انها ناجحة». لا يجوز التعامل مع هذا النبأ وأخذه على محمل الجد لأي مطلع على نشاطات هذا البلد في الأهوار.
يشربون من الهور!
وفي تقرير أعد عام 2003 بعد السقوط عرفوا في الأمم المتحدة وتوصلوا إلى اكتشاف خطير وهو أن الناس في الأهوار لا توجد لديهم مياه صالحة للشرب ويشربون من الهور!! المسألة ليست في أن هذا الاكتشاف تأخر 5000 سنة، بل ان الحكومة العراقية اعتمدت هذا التقرير لترفع وزارة البيئة ووزارة الموارد المائية العراقية مذكرة إلى الدول المانحة في عام 2004 لتخبرهم بأن الناس في الأهوار يشربون من الهور ولا توجد لديهم مياه صالحة للشرب . وبذلك ينتصر أهل الأهوار لأن قضية المياه الصالحة للشرب وضعها مؤتمر المانحين في جدول الأعمال واعتبروها قضية ذات أولوية! وكل ما قبضه الأهواريون أنهم أدرجوا في خطة الأعمال المقدمة في برنامج إعادة الإعمار لصندوق الأمم المتحدة لتنمية العراق المشرف عليه من قبل مجموعة الأمم المتحدة للتطوير UNDG . ويبدو أن القضية تنحصر في أنهم عثروا على قضية! فما أن حولوا الأمر لصندوق تنمية العراق، فهذا يعني أن الأهواريين سيشربون المياه بفضل الشمس هذه المرة. وهناك دليل آخر على أن هؤلاء الذين يعملون في برنامج الأمم المتحدة «العودة للحياة» لا يقتربون من محنة الأهواريين حين يتضمن تقريرهم النص التالي: «تتضمن مشاكل جودة المياه، التلوث بالمبيدات الحشرية والنفايات الصناعية غير المعالجة إضافة إلى التلوث الناشئ بسبب قنوات الصرف الصحي والمياه الثقيلة غير المعالجة ..». غير أن مياه الأهوار غير ملوثة بالمبيدات الحشرية حسب نتائج تقرير العالم كورتيس ريتشاردسون المنشور في مجلة العلوم الاميركية الذي اشرنا إليه في موضع سابق والذي أثبت فيه أن مياه الأهوار غير محملة بالمبيدات الحشرية. أضف على ذلك مشاهدتنا الميدانية التي أثبتت أن الأهوار التي عادت إليها المياه عادت إليها الأسماك وكذلك الطيور والبرمائيات الأخرى واستمر صفاؤها كما تثبت ذلك مئات الصور الحديثة التي بحوزتنا. وغير معلوم عن أي نفايات صناعية غير معالجة كما يتحدث «خبراء» الأمم المتحدة ولا يوجد أي منشأة صناعية في الإقليم كله عدا مصنع بعيد جدا للورق يقع في القرنة ويعامل أموره في شط العرب، أي في المياه التي خرجت من الهور وليس الداخلة إليه. كما لا توجد قناة واحدة للصرف الصحي في كل الأهوار. ويعطي ورود تقييم كهذا، انطباع بأن مؤلفيه لم يعتمدوا على دراسات ميدانية على الأهوار في المرحلة الراهنة. وتطرح العبارة التي وردت في تقرير البرنامج المذكور: «تم استكمال المرحلة الابتدائية للمشروع بحلول صيف 2005 وتضمنت دعما للتطوير الاستراتيجي لتنسيق الجهود على الصعيدين الداخلي والخارجي لكل ما يتعلق بإدارة الاهوار والتدريب المتخصص وتنفيذ قاعدة بيانات لتعريف المجتمع المحلي على التكنولوجيا السليمة بيئيا»، كما تضمنت فهما بأنهم انتهوا الصيف الفائت من تنفيذ المرحلة الابتدائية من المشروع. تلك المرحلة التي لم يلمس أهالي الأهوار نتائجها وثمارها في الواقع. في النشرة الخاصة للإعلاميين لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة يقول كلاوس توبفر المدير التنفيذي له: «أن المستوى الجديد لامتداد الأهوار قد تم الحصول عليه بواسطة نظام مراقبة الأهوار العراقية وهو العنصر الجديد في مشروع الأهوار الذي تبلغ ميزانيته ملايين الدولارات.
مــنـظـمـــات ودول
سنقنن الوعود التي أطلقت حصرا على المنظمات والدول، التي قطعت العهود العلنية وألقت على عاتقها بنفسها وبدون ضغوط أو حتى بطلب من سكان الأهوار الأصليين، مسؤولية حل «مشكلة الأهوار». ومن المنظمات الدولية التي أعلنت عن نفسها والمهتمة بإحياء الأهوار: مشروع برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP ، والمركز الدولي لتكنولوجيا البيئةIETC وشبكة معلومات الأهوار العربية - الإنكليزيةMIN ومشروع تقديم التكنولوجيا السليمة بيئيا في مناطق الأهوار EST ووكالة التنمية الاميركية والمؤسسة الإيطالية «عراق فاوندشين» ومنظمةCool ومنظمة IMC واليونسيف ومنظمة «أكتد» و «سيف جلدرن» و«وير جلدرن» واللجنة الدولية لبيئة البحيرات ILEC ومنظمة الصحة العالمية فرع العراق WHOوالمنظمة العالمية لمراقبة البيئة ومؤسسة مركز البيئة العالمي GEC والمركز العالمي لعلوم الجغرافيا المعلوماتية ومراقبة الأرضITC ووحدة تقييم أوضاع ما بعد النزاعات التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والجامعة الاميركية في بيروت AUB وبعثة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا وغيرها.
البـرنـامــج المـحيــــر
أن برنامج الأهوار الدولي تابع للأمم المتحدة للبيئة التي أناطت مسؤوليته للمركز الدولي لتكنولوجيا البيئة IETC والمؤسس في اليابان منذ عام 1994. ولكي نفرق بينه وبين الحكومة اليابانية، فالأخيرة تبرعت بمبلغ 11 مليون دولار اميركي لصندوق الأمم المتحدة لتنمية العراق عن طريق وزيرة البيئة اليابانية كويكي يوريكو. البرنامج الخاص بالأمم المتحدة المناط بالإدارة البيئية لأهوار العراق عمل برنامج أطلق عليه «العودة للحياة» يقرون فيه بأن الناس هم الذين فتحوا السدود والبوابات المائية والأكتاف الترابية التي تسببت في جفاف الأهوار. لكنهم في موقع آخر يذكرون أن 33 % من مساحة الأهوار تمت إعادة تغطيتها بالمياه لغاية يونيو 2005. اعتمدوا في تقييمهم ونسبتهم هذه على صورة أخذت في 30 يونيو بواسطة الأقمار الصناعية عن طريق نظام مراقبة الأهوار العراقية MOS . وتبين أنهم حددوا نسبة الغطاء المائي مع الغطاء النباتي. بمعنى أدق أنهم اعتبروا الماء غطاء وكذلك «الزور» و «الحمض» و«الشنبلان» والبردي والقصب أيضا غطاء. والمقارنة تمت بين هذه الصورة وأعوام 1973 - 1976، والمشكلة في الهور هي الغطاء المائي، يعني الماء وليس النباتات التي ذكرناها في حالة أنهم يعرفونها. ولم تبين العبارة من الذي أعاد تغطية الأرض بالمياه، لأن خبراء الأمم المتحدة اعترفوا بان الناس قاموا بذلك في مكان آخر ولم يؤكدوا على ذلك ثانية في غضون ذكر هذه النسبة. ولم تدع أي جهة دولية بفضلها بهذا الإنجاز. ولكن تقريرUNEP بتركه الأمر واستخدامه العبارة «تمت إعادة تغطيتها»، وكأنه بإشارته لتقارير المنظمة في يونيو يريد أن يوحي بأن الأمر منسق أو جرى بفضل المنظمة.
من نصــدق؟
برنامج الأمم المتحدة للتنمية ذكر أن 40 % من بيئة الأهوار قد عادت إلى وضعها الأصلي الذي كانت عليه في السبعينات. واشار البرنامج إلى «الحاجة لأخذ عينات من المياه والتربة لتحديد مستوى التعافي بدقة». وعلق المدير التنفيذي للبرنامج الإنمائي كلاوس توبفر على هذا الإعلان بأن التعافي الكامل سيستغرق سنوات عدة. ونحن نصدق أكثر حجي سعدون آل الشيخ رحمة لأنه يوميا يلف الهور كله بسيارته ونؤيد السيد صابر آل السيد هاشم لأنه يستقبل يوميا في مضيفه المئات من الناس ونستمع لما قاله رياض نعيم محمد الفهد لأنه كبير السماكين في الأهوار والذين قالوا انه تمت استعادة 8 - 10 % من وضع الأهوار (الحقيقي) بجهود ذاتية من الأهالي والعشائر وليس بفضل برامجهم وأموالهم، وأن قضية الهور كلها لا يستغرق حلها أكثر من 20 - 30 يوما لو كلفوهم بتنفيذها وليس عدة سنوات كما يدعون.