الثلاثاء، 26 فبراير 2008

عطايا مملكة الماء




الأهوار - د . جمال حسين علي:

" فمتى تهرب مني آلاف من الأسماك "
- رقيم بابلي -

من ذا الذي يستطيع التطواف الكامل بكل المخلوقات والكائنات التي تعيش في مملكة الماء في الأهوار؟ ببشائرها ومظهرها تستنفر أكاديميات وبحوثا ميدانية، ودروسا وسعيا طويلا لإلقاء فسحة ضوء على ما وهبته هذه المملكة من عطايا وما خبأته من أسرار في تكوينها لذاتها، وتجسدها على المائدة، وابتداع تصورها وروابي بارئها باسترسال جنبات المستيقظ في الماء والغافي في ذيول الأمواج، والنابت والمدور والطافح والذابل واليابس والجاف والمتعدد الغصون والضارع بأوراقه، فراشات ليست بحدود العد ّ والفصل والفصائل قابعات في ركن ومتوددات على صدر الأجواء الفائضة بالماء حتى في الطبقات التي تليه. في استطاعة الرائي والمرئي والمتجول والعابر والسائل تذوق متعة ما في الوجود، لكن من ذا الذي يستطيع فتح علب الزينة واحتساء الصور! هناك حيث تجمع السمكة المشوية النساء الوحيدات، في بقعة خاصة تخيط الأسرة توحدها حول السمكة التائهة بنشوة استقرار الطبيعة وهدوئها. حدثنا «ساطور آل حول» بأنه يعرف نوع السمكة من حركة الأمواج وعلى حد قوله «السمكة بزبـّادها». أي ّ جامعة تظفر بمثل هذا الفتى وأي فقه ينير وهج الطبيعة ومسالكها.. قارئ سر الموجة وزعانف السمكة فيما كانت تضربها على الجانب وتحرك الأمواج فستكون شبوطا وإن انحرفت ضد التيار وتلوت أصابع الموجة فهي بنيـّة وإن دارت حول نفسها مرات قبل أن تقرر فتح ثغرة بالموج لتغطس فهي حمرية، وان تكاسلت واستمرت باضطرابها فهي «صبورة» لائذة عند جارتها ولو شوهدت دوامة كبرغش الريح فهذا تجمع لزوري على قندس ميت ولو رميت البذار وربيان مطليا بالعجين وظل الموج ساكنا فأن «شانكا» كبيرا يخيف الأخريات من الاقتراب ولو صدحت الموجة ضد تيارها فان كبير «الشلج»يلبط برؤيته صبايا السمكات. كل حلقة للأمواج هنا تفي بشروطها ولكل شيء سبب في التتابع والاحتمال والحال والمحال وفي التدبير العجيب للرحابة والاختلاج، فلا منافسة ولا شحنات زائدة طالما الخير وفير.. وفير. مخلوقات مملكة الماء هنا متساوية في الحقوق ومتآزرة ومتشاركة ويفهم بعضهما بعضا، فكما يعرفهن «ساطور آل حول»من حركة الأمواج، فالأسماك تعرفه أيضا : هل تصدقون أن الأسماك ومن يعتلي سطوة الموجة معها، لا يهربن من الزوارق والمشاحيف والشختورات المشاركات في زفاف أو السائرات لدفن محملات بنعش أو جريح؟! اعتادوا في الأهوار الخروج بزفة مشاحيف في الأعراس، ذهابا لجلب العروس من واحدة من الجبائش المجاورة وإيابا حين تشتد نزعة الرصاص ودق الطبول ورشاقة دفوف شبان «السلف». الأسماك تعلم بأن هذه «مشاحيف صديقة» فلا تخاف منها، بل تستهويها الموسيقى والأغاني فيسبحن مع موكب المشاحيف كما لو كن يودعن الصبية إلى مثوى عريسها، وبدون الخوض في علم لم يعرف به الإنسان إلا قليلا، فان أسرار زفة السمك هذه تبقى واحدة من أهم عطايا مملكة الماء التي لا يستطيع أحد مهما أوتي من علم الغور فيها، إلا بتركها كما هي عليه : فرحة الأسماك! وحين تقدم المشاحيف مودعة راحلا في تشييع جماعي وما ان يبدأ هناك ما يعرف بالأيام المريرة من «حزن المعدان»تسكن مخلوقات الماء ولا يبدر عنها أي حركة وكأنها تمهد السبل والمسالك لمسيل الجثة تودعها الطيور بأنين خاص لا يبرح طالما الحداد قائم.
فوارق في صيد الأسماك
ينقسم الأهواريون في طريقة صيد الأسماك إلى نوعين: المعدان الذين يصيدون بالفالات والبربرة الذين يستخدمون الشباك - والمعدان يأكلون السمك ويستنكفون من بيعه كما أنهم لا يبيعون لبن الجواميس ولا يمارسون التجارة، بينما البربرة يأكلونه ويبيعونه. هذه المستويات الاجتماعية حين كان المعدان يضعون البربرة في سلم أدنى منهم كمزارعي الخضار ومرقعي النعل والحدادين والحائكين والصابئة الذين كانوا يمتهنون الحرف اليدوية المختلفة وإن اشتهروا بالصياغة. الأهواريون بعد المحن، أصبحوا متساوين إلى حد كبير واختلطوا وتزاوجوا والكثيرون منهم صاهروا الصابئة وامتزجت دماؤهم ولا أحد يشمر عن نفسه ويعتبر نفسه أفضل فيما الآخرون أدنى، فقد ظهر جيل أكثر «اشتراكية» من الصارمين بتقاليد القرون السالفة. ومسألة الصيد بالفالة أو الشباك لها مبرراتها، فالمعيدي الأصلي يرى أنه يصيد السمك بذراعه وشكيمته وشطارته بالفالة ويقتنص الطير بالبندقية، بينما الآخرون، الذين لا يحترمهم جدا، يصيدون الاثنين بمعونة خداع الشبكة. لم يكن أي منهم يضرب الصفائح طوال اليوم محدثة جلبة لكي يوجه السمك نحو شباكه حسب طريقة صيد يسمونها «السواحل» يسيجون فيها منطقة معينة بقماش يبدأ بعدها الطرق على الصفائح لتجميعها في المصيدة. والفرق أن المعدان يصيدون وهم واقفين، بينما الصيد جلوسا يعدونه معيبا فيما ينيرون المشاعل لاستثارة السمك في الليل ولا يطبلون على الصفائح لتوجيهها للشباك كغيرهم. الصيد بالليل بطريقة «السراج والفالة» حيث ينصبون الفوانيس أو المشاعل أو «اللوكسات» (التريك) في حيزوم الزورق لإنارة منطقة شاسعة في الماء وجذب الأسماك إلى الضوء وحينها يقف الصياد على "دواسة«الزورق (مقدمته) والانقضاض عليها بالفالة وهي عصا من الخيزران الغليظ يصل طولها إلى أربعة أمتار نهايتها مدببة بثلاثة رؤوس حديدية تشبه نهايات النبال، وبضربة واحدة يمكنهم التقاط السمك، خاصة الثمين منه كالقطان والبني. ويمكن استخدام الفالة بطريقة صيد «الدك» المعروفة بالمناطق الخابطة التي لا يمكن رؤية الأسماك فيها، بضرب الفالة عشوائيا بالمياه لحين التقاط السمكة بواسطة أشواكها المسننة.
سمكة كبيرة لكل فرد
الصيادون والسماكة قالوا ان هذا العام ازداد صيدهم كثيرا عن الأعوام السابقة جراء زيادة الطحالب ونمو النباتات المائية بعد ازدياد منسوب المياه التي تتغذى عليها الأسماك. طبعا لم تصل الزيادة إلى الكمية الهائلة التي كانوا يصطادونها قبل التجفيف، حيث يروي سلمان زهير آل رحمة أنهم كانوا يصيدون السمك بالدشاديش بطريقة «الكرف» لأن نقاء الماء يساعدهم على رؤية السمك حتى لو كان على عمق ثلاثة أمتار أحيانا، والأسماك بدورها تحب التناسل في قيعان المياه الصافية التي تنمو فيها أعشاب «السويكة». وثمة من يستخدم للصيد «المفلاكة» (عصا صغيرة يضرب بها الصياد السمكة مباشرة في الماء). وأي عائلة، مهما كان عددها، يأكل كل فرد منها سمكة كبيرة. وعلى حد قول كريم طليب : الملح يخلص والسمك لا ينتهي. ويتذكر أن لكثرة السمك كانت كل نساء «السلف» يجتمعن لتنظيفه. أما رياض الفهد، المعروف بأنه أشهر السماكة في المنطقة، فيؤكد أنه وفق في العديد من المرات بصيد وفير بحيث لا يستطيع رفع الشبكة في الكثير من الأحيان لثقل «القطان» الذي اصطاده، أجابه سعد بمرثية شعبية انتشرت بعد التجفيف :« نسيت الفال.. نسيت الشط.. نسيت طيور الوريدة.. نسيت الكاط المفيـّح.. شحم بالموسم مكلـّص ". بعدها أجابه حجي نزار موجها كلامه لنا : «شوف.. المعيدي أهم شيء عنده أن حيواناته ترعى وتأكل وإذا توفرت الأسماك والطيور فيكون زايد خير ".
لقد خسرت البلاد الكثير جدا بسبب التجفيف على مستوى الثروة السمكية، فحسب قياسات المهندس الزراعي طالب جاسب لفتة مدير شؤون الثروة السمكية في العمارة فان هناك 500 سمكة في كل دونم، معدل وزن الواحدة كيلوغرام واحد وبضربها في مساحة الأهوار المغطاة سابقا بالمياه، فان تلك المساحة احتوت على أكثر من 31 مليون سمكة في السنة بمتوسط قياس 313 ألف طن كلها فقدت بسبب التجفيف، كما يتذكر الشاعر المحلي : «اللي يذب بس شص كبل يترسله ثلث سلال» واصفا الكمية الهائلة للسمك في تلك الأوقات.
في عمق الأهوار
اصطحبنا جبار وسعد لرحلة في عمق الأهوار بمشحوف عبد الله. كان هذا المشحوف من الصغر بحيث بالكاد يسعنا، ففضل سعد الجلوس في وسطه وأمسكه بذراعيه لكي يحافظ على توازنه خاصة في الأمتار الأولى التي حاول جبار أن يلعب دور «الدافوع "، لكني قلت له : كبرت يا جبار أجلس واترك عبد الله يدفعنا. بالفعل ما ان استلم عبد الله بيده «المردي» حتى طاوعه المشحوف لتبدأ مسيرتنا بمهل ورقة وسط الأمواج وكأن الزروق يعرف صاحبه. حين دخلنا منطقة عميقة مبتعدين عن «السلف» سألت عبد الله: هل تعرف طريق العودة؟ طبعا عبد الله لم يجب، لأنه السؤال غير صحيح أصلا لخبير في الأهوار. غير أن أكثر المخاوف بدأت عندما قال سعد، لكونه يجلس على أرضية المشحوف، انه بدأ يحس برطوبة المياه في مقعده. كانت فرصة للنيل من عبد الله حين قلت له أن المشحوف مثقوب وسيغرقنا، لكنه حافظ على ابتسامته واستمر بالعمل غير مبال بهذه الأسئلة الغشيمة التي كانت تقطعها أصوات انفجارات القنابل التي يستخدمها صياديو هذا الوقت. ويبقى مسرى المشحوف في الأماكن المليئة بالطحالب، وكيف يزيحها على جانبيه، واحدة من أسرار قيادته في منطقة لا تبدو فيها المياه بذاك الوضوح، لقد كان عبد الله يشعر بالمياه وإن لو لم يرها.
شجرة الأسماك
لقد دخل السمك في جغرافية الأهواريين، فالأماكن التي يكثر فيها نوع من الأسماك يسمونها كذلك فترى مناطق «أم البني» وغيرها وكذلك فان بعض العشائر في الأهوار تحمل أسماء السمك : آل شبوط، آل قطان.. والأسماك المعروفة بالأهوار كثيرة جدا منها الحريث ذو الشوكة الطويلة وسمك القط والقطان والشلج والحمري والبني والكارب والصبور وأبو منجل النادر والشبوط و الخشني والعجد ودكاك الصخر والجصان والسمتي والبياح وأبو زريدة والجري والربيان بأنواعه وغيرها.
وبقيت المنطقة محافظة على هذه الأنواع من الأسماك لكون البيوض لا تموت بسهولة وتبقى ملاصقة لعروق البردي والقصب التي تحافظ على حياتها بمساعدة الرطوية التي بقيت في التربة. وإذا كان هذا التفسير العلمي لعودة الأسماك فان الإرث الخصب لهذه الأرض وقدرة الماء على تكوين مملكته بالاتصال والعلاقة ما بين الأنهر والروافد مجتمعة ما قاله محسن آل حمودة إن البيوض وصلت مع ماء دجلة والفرات وثمة بيوض وصلت من الرمادي. وهذا واحد من أسرار تشكل الفردوس، الخاصة وغير المعرفة بالنظريات.
كائنات أخرى
في المياه تعيش ثعالب المياه والخنازير البرية التي يصل حجمها إلى هيكل الحمار أحيانا وهناك قطط الغابات الهندية وضباع والنمس والفأر الهندي الضخم والجرذ الروسي المقيت والزقة الافريقية وكلاب الماء وأبو العرس والقندس وأبو الجنيب والقرقوش وأبو الزميـّر وأبو السلمبح وعقارب وقوارض وعضايا متنوعة والضفادع المختلفة والأفاعي السامة وخاصة النوع الذي يخشونه جدا هنا وهو «العربيد» وحيوانات خرافية كانوا يسمونها «الآفة» و«العنفيس» الذي يحسبونه من عائلة الأفاعي الخطرة، وسلاحف صغيرة وكبيرة كالفرش الذي يسمونه «عبد الشط» في المعتقدات المحلية والذي يتهمونه بخطف الأطفال الذين يقتربون من الشواطئ ليسحبهم إلى مملكته ويأكلهم هناك. هناك الثعالب البرية والذئاب والفهود والأرانب، أما الأسود فقد انقرضت منذ الستينات. أما النباتات المائية فهي : زهير البط والشنبلان والكعيبة والكاط والعرمط والجولان والمران والسلهو..
دودة الزعيم
يتعرض أهل الأهوار كثيرا خاصة الصيادين لدودة البلهارسيا وأبو الزمير، وابان حكم الزعيم عبد الكريم قاسم جلبوا دودا أسود من الخارج ورموه في الأهوار ليتولى القضاء على البلهارسيا ويسميها المحليون «دودة الزعيم» و«لقاح الجمهورية» إلى جانب «حبة الحماد«التي يسمونها أيضا «المعطشة» لأنها تعيش في الصحراء، وكان زقها في مياه الهور يساعد على قتل أبو الزمير الضار. أما البعوض المتوطن دوما هنا مع البراغيث، الأكبر من حجمها الطبيعي، فعلاجها حرق الروث «المطــّال» لأن هذه الحشرات الضارة للغاية لا تحب رائحة الروث المحروق!
أنــــــــواع الصــيــــــــد
سابقا عندما كانوا يصيدون السمك بالدشاديش لكثرتها، بحيث كانت الأسماك تسبح واحدة فوق ظهر أخرى، كانت المشاحيف والأبلام والكعود تعود محملة بأكثر من طاقتها ولا توجد فتحة في الشباك من دون أنف سمكة. حاليا لا يستطيع أكثر الصيادين اجتهادا الوصول إلى حاجز الخمسة كيلوغرامات من السمك يوميا وهذه الكمية المتدنية أجبرت البعض على استخدام أساليب لم تكن شائعة، واختفت طرق الصيد مثل «الطاروف» (مجموعة من الصيادين يصل عددهم إلى 20 يطوقون منطقة ما) و«الطرة» (الشبكة التي تسند في الليل لقطع النهر وتثبت بأوتاد لجمع محتواها في النهار) أو رمي الشباك بوجه الماء الجاري وتثبيت أطرافها بـ «طوافات» صغيرة وتدعي هذه الطريقة الـ «سيـّاسي» أو الطائف. و هناك طرق بسيطة مثل «السلية» الشائعة ككمين تكون فيه عائمة أو منتصبة على عمق ما حسب نوع الأسماك الموجودة بربط الشبكة بكرات من الرصاص «الصجم» و«الشص»السهلة و «الدست» (سدود البردي مصحوبة بفتحات صغيرة مزودة بشباك بحجمها)، وطرقة «المزبد» وهي صيد الأسماك التي تكثر حيث الطحالب، وكانوا أحيانا يستخدمون سم «الداتورة» لتخدير الأسماك. والشباك أيضا مختلفة وتتناسب مع طرق الصيد و «التكنيك» المتبع في كل مكان وحسب أنواع السمك الذي يهمون باصطياده، لنحصل على شباك «الثميني» و«التسيعي» وما فوق ويعتمد لون الشبكة كذلك على الطريقة المتبعة بالصيد. حاليا ينصبون الأسماك من الساعة الثالثة عصرا لغاية الخامسة بطريقة «الغزيزة» و«الطراير» بتسقيف الكواهين (الممرات المائية الضيقة في الأهوار) بواسطة الشباك الكثيفة بعيدا عن «الدهل» (الماء الطيني المشبع بالغرين) الذي يفيدهم بزراعة الشلب أو الرز كما أنشد سعد: «يا عنبر بدهلة ينشتل.. مركوش ذب سبوسة». وصلنا في الوقت الذي كان فيه حسن يرفع شباكه التي نصبها عصرا، سألناه عن الصيد، لم يكن بذاك المستوى، لكنه رفع بعض الزوريات والبياحات كأفضل شيء قدمه له هذا اليوم.
الصيد المكروه
لقد استعاضوا عن الأساليب المذكورة في الصيد، بأساليب الصيد السريعة التي لا تكلفهم وقتا وجهدا مثل استخدام الصعقة الكهربائية والنفط والزهر الذي يقضي على صغار السمك و كباره وبيوضه. وتتعقد المشكلة الصحية حين يلمون السمك الصغير الذي ابتلع السموم ليجففونه ويطعمون الحيوانات منه التي تدر بدورها اللبن و مشتقاته بتناولها أعلافا غير سليمة صحيا. الصيد بالصعقة يكلف الصياد جهازا قيمته نصف مليون دينار، مكون من بطاريتين تعطي ألف فولت بعد ربطها بجهاز تحويل خاص وبأسلاك السالب والموجب المتدليين في بقعة مائية محصورة بشباك دائرية ينفذون الصعقة التي تشل ّالأسماك التي ستطفو مستسلمة لقدرها. أما التفجيرات التي سمعناها فهذه ناتجة من تعبئة الـ «تي أن تي» بعلب وقواط صغيرة يسمونها «البمبة» وإشعالها بفتيل عن بعد لتجهز على كل الأسماك في بقعة محصورة.