الثلاثاء، 26 فبراير 2008

الإشارات الأولى لبوصلة الأهوار








الأهوار - د . جمال حسين علي:


«لا يكفي أن تصف موج البحر وظهور السفن حين تريد أن تتكلم عن حياة البحر.. لابد لك أن تفهم ما في القاع،، قاع البحر المليء بالغرائب والتيارات والوحوش،... وقاع السفينة حيث يجلس عبيد وملاحون إلى المجاذيف أياما كاملة، يدفعون بسواعدهم بضائع تحملها السفن وثروات وركابا وينزفون عرقا وتتمزق أجسادهم تحت السياط. أجل،، ينبغي أن تعطيني صورة كاملة، عندما تريد أن تقنعني بأمر من الأمور».
- أبن خلدون -


لصباحات الهور حكايات ونواص وشدو وأزاهير، هناك لا عواصف مدن و لا مشاغلها ولا انقضاء اليوم بمتاعبه و مشقاته. ففجر الأهوار، فريد كتبدل لون الغيمة في انثناء الموجة ومهما كانت الكلمات وضاءة والمفردات سليمة، فلا تستطيع نقل الصورة المصقولة، المنيرة بخلود الناس مستنيرين بما قاله عمنا الجاحظ عن الأهوار ملبين عجزه في وصفها: «لو اجتهد أعلم الناس وأنطقهم لأن يجمع في كتاب واحد منافع هذه البطيحة والأجمة لما قدر عليها». الصغار والكبار، النساء والرجال، الحيوانات والقوارب والشباك وما ابتدعه الإنسان للعيش، يستفيقون قبل صوت البلبل وانشودة الديك وتنامي أظافر الشمس، كلهم يستغرقون في المياه، نحو السبيل، الهادي، جالب المسرات وحامل سلال الحياة وصحبة النور. ذلك الصباح الذي لا يوهم ومبهج دفء حوار البطات مع العشب. وميقاتنا في هذه الجنة لا يقاس بحزمة التقويم العادي، فالمغزل هنا تحركه الأقمار وليس الساعات، والمطحنة تسوقها الرياح وليس عقارب الزمن، فليس أشهرا ونيفاً ولا سنة أو أقل منها، سكننا المريع المتعة في الهور، أنه تقويم خارج نطاق السير وإشاراته التقليدية، فقد كانت حياة كاملة من النطفة حتى القيام.
الملقنون
وتضيق العبارة حين تتسع رؤية هذه الأجمات بمساعدة من النفري الذي عاضد حيرة الجاحظ الفائرة مع جموح تآلف الكتابة عن الهور بما أجاز لياقوت الحموي قبلنا حين هتف: «استفحل أمر البطائح»! لقد استفحلت «قضية الأهوار» قبل أن تحترق بآلاف السنين وبعدها بروايات وخواطر الرحالة ومحبي هذه المملكة الخاصة المكسوة بملاقط الجنان وأحلام الثوار وحوافر الغزاة وأسراب الجراد وكتائب الأسود وطوفان الخنازير ومظلات أسراب الطيور المهاجرة. وتزداد آلام مفاصل الكلمة أكثر ويئن وجعها ما أن يطرح عليك المعلم الأول ابن خلدون الدرس.
الصورة الكاملة
هي عمقها، برحابة الملقن والمعلم، وما نحاول بكل توسل لجمود اللغة واتساع المشهد تقديمه وفاء للذين يتدفأون بروث الجواميس وتحتهم بأمتار قليلة تسري المليارات المكعبة من الغاز والسائلة من النفط ومعجون الزئبق الأحمر
الذي يزن غباره ذهبا.
من الأهواري الأول حتى الأخير الذين عشنا معهم، لم يطلب أي منهم أي شيء لنفسه أو لولده أو لزوجه، بل كانت كل آمالهم واحتياجاتهم منحصرة في حقوق الحيوانات والنباتات وإجلالا لسطوة الماء.
الأهواريون البسطاء أثبتوا بأنهم أكثر مناصرين للبيئة والأكثر حضارية من كل المؤسسات التي سنسرد أعمالها بالتفصيل، الحكومية منها والمتطوعة، الخاصة والقادمة من خلف الحدود والمنقعة بياناتها بحبر الجداول وصرعات
البرامج الإلكترونية.
لقد أثبت زغير ومنشد وجبار وسعدي وفليح وغيرهم من باسقات الهور بأنهم أعلم بشؤونهم ومشكلاتهم من أندرسن ويوجي فون وكيم بان هو و أي بروفيسور وسير ومستر ومبعوث دولي يحسب مرتبه بين هؤلاء المساكين
وتمنح له دولارات حسب الدقائق التي يقضيها بينهم. سنكشف لكم أعمق مأساة بيئية من صنع الإنسان سجلها التاريخ مفتتحين الصفحات كلها في لوح الأهوار بالأرقام والأسماء والمواقع والخسائر والهزائم والحرائق وسنشتل في كل مفردة قصبة ونرعى في كل حرف سمكة ونؤجج في كل نقطة زغب طير لنصل متمنين لـ «الصورة الكاملة»، مفتتحا وإيذانا لبدء الحكاية.
أنواع الأهوار
المياه كانت تغطي أكثر من 20 ألف كيلومتر مربع، أي بمساحة تزيد على ممالك معترف بها دوليا الآن، لذلك يحق لنا إطلاق تسمية مملكة الماء على الأهوار التي تشغل السهل الرسوبي للمحافظات الجنوبية العراقية الثلاث: البصرة والناصرية والعمارة. وثمة أهوار وصلت إلى نواحي الكوت وأهوار مؤقتة ظهرت في أرياف كربلاء. ومساحة الهور المذكورة نسبية وتعتمد على منسوب المياه والفيضانات وقد تتراجع لتقل بنسبة 50 % عن الرقم المذكور ومن هنا يختلف الكثيرون في تحديد مساحتها الحقيقية التي لم تقل يوما بالتأكيد عن 11 ألف كيلومتر مربع بامتزاج السهول التي كانت تصلها بأنهر عديدة. والأهوار حسب تسميات المتخصصين ثلاثة هي الدائمية التي نركز عليها والموسمية التي تظهر في الشتاء والمؤقتة التي تنبثق من الفيضانات و حسب الاتجاهات فهي شرقية وجنوبية ومركزية. وتعد أهوار الحويزة والحمـّـار والقرنة الرئيسية حيث يصل عمقها أحيانا إلى 10 أقدام وفيها جزر متعددة تقسم الأهوار إلى العديد من الـ «جبايش».
شرايين الأنهر
تصل المياه إلى هور الحمــّار من الفرات وبعض الروافد كأنهار عنتر والداير وصالح والبردانة. أما اهوار القرنة فتمنح الفرات الكثير من الروافد كالهوير والبشة والزايرة وأبو الرمل والمغيسل لينقل الحمّـار مياهه صوب نهر كرمة علي والشافي وغميج وإلى شط العرب وشط البصرة إلى خور الزبير.
وتتأثر أهوار القرنة بموسم الصيهود وتتراجع مساحتها حتى تجهز بمياه أنهار البتيرة والمجر التي تتفرع من دجلة في العمارة بالإضافة ما يتسرب من قنوات المصندك و جري والهدامة والصريفة والصخريجة والسفحة وأبو عران وبريخ. ويحصل هور الحيزة على المياه أيضا من أنهار المشرح والكحلاء والمجرية التي تصرف المياه فيما بعد إلى دجلة بواسطة أنهر الكسارة والرديف ومضعونة والنهير والروطة والعدل والواديه والسطيح. وهناك أهوار علاوة على الرئيسية أهمها أهوار الجبايش التي تتصل في العزير ليلتقي بأهوار الحويزة وعند علي الغربي تمتد حتى علي الشرقي أهوار الصحين والسنية والميمونة.
وبعد الخروج من سوق الشيوخ باتجاه كرمة بني سعيد وطواف متصل بالجبايش يستطيع العابر اجتياز ورؤية الكثير من الأنهر التي تصب في الهور هناك بدءا من نهر العتيبية و أبو عواري الذي يصب في الرملة وروافد النواشي والزعيلية وختلان وأم الطبول والياسرية والأصيبح والكرماشية وأم التمن. وهناك اهوار متعددة كانت تتصل ببعضها مثل هور أم الودع وهور أبو زرك الذي يمتد باتجاه الفهود وهور العوينة والغموكة وجصان والشويجة والسروط والسناف والجكة وأم البروم والسعدية والدويمة وعودة وعكركوف وعويريج والبرغوثيات وملج وأبي عجول وأبن نجم والرماح وأبي حجار واللايح و غيرها.
هذه اللمحة الجغرافية السريعة مستدل لعالم متكامل ومتشابك الأنهر والفضاءات الغنية بكل ثروات الطبيعة، وتعريفها الأولي بقصد تبيان أهميتها وما حل بها من كوارث، فهذه مساحات مائية شاسعة وليست مستنقعات كما يتوهم خبراء المنظمات الدولية بمن فيهم الأمم المتحدة التي تدعي أوراقهم الرسمية باهتمامهم في إعادة الحياة لها بأرقام ومليارات مكفنة.
الأهوار الحية
سنرجئ الحديث عن موت الأهوار وحملة التجفيف التي تعرضت لها، وهذا مختصر الهدف الذي ركزنا عليه في الأيام الأولى من معيشتنا هناك. قلت لسعد القطان لنرَ الأهوار التي بدأت تحيى ومن ثم نطلع على موتها السابق. وبصحبة جبار وسعد وكريم وبعض الأسلحة الخفيفة كان انهمارنا الأول في هور أم الودع.
كانت هذه الخطوة ضرورية لمعرفة الفرق بين ما حصل وما يجري الآن، وملخص ما أنجز بعد سقوط النظام، أن السكان المحليين حطموا السدود التي أقيمت لغرض التجفيف بإمكاناتهم اليدوية وبما تيسر لهم من أدوات الفلاحة التقليدية. ولعل هذه الخطوة الشعبية تسجل تاريخيا للأهواريين، لأنها أجبرت الجميع بما في ذلك الأجانب الذين يسيرون شؤون البلاد ولاسيما البريطانيين والإيطاليين واليابانيين الذين تسيطر قواتهم على المناطق التي تتبع لها الأهوار سيدة حديثنا، ولفتت انتباههم لهذه المجزرة البيئية ومصائر عائلات بأكملها من طيور تمتد أصولها إلى عمق سيبيريا وأطراف أوربا ومئات الآلاف من العائلات البشرية التي هجرت وأحرقت قراها ويبست أرضها وعميت حيواناتها ونفقت أسماكها وأمعن الملح في أرضها. كان لابد للسدود والحواجز الغريبة أن تتحطم، لكن إمكانات الناس محدودة وما فعله النظام السابق ليس هينا على أحد، وكل الأهالي هناك أجمعوا على طلب واحد لا ندري لماذا تمر السنة الثالثة دون أن يلبيه أحد رغم عقد عشرات المؤتمرات في العديد من عواصم العالم حول تطبيق برنامج الأمم المتحدة «جنة عدن تعود».
الطلب الرئيسي
ولا يدري أحد هنا، كيف لهذه الجنة أن تعود ولا يستطيعون فعل شيء في غاية الأهمية طالب به الصغير والكبير هنا، المتعلم وغيره، الشيخ ورعاياه، وهو إغلاق نهر «أم المعارك» ليذهب الماء إلى الفرات ليوزعه الخالق على الخلق بمعرفته حيث الجداول والأنهر التي ذكرناها ستقوم بالمهمة بإرشاد سلس من الطبيعة لتلقيه فيما بعد بالأهوار المنجزة من التاريخ ودون منة من برنامج أممي.
هذا الطلب البسيط يختصر لنا مشكلة الأهوار برمتها، فمياه هذا النهر ذي التسمية السيئة الصيت، يلقي بمياه الفرات إلى البحر، هدرا لأهم ثروة تتمتع بها البلاد.
هذه المياه الحلوة النقية ترمى هكذا في البحر بلا أدنى شفقة بالجاموسة والنورس والبنـية والوزة والناس الذين آزرهم القحط للحد الذي نشأ بينهم جيل قد لا يعرف التعامل مع القصب ويهوى هواء المكيفات وبيوت الطابوق وهراء
الإسمنت.
مخاطر المبادرات
مهما كان المحليون أعلم بأمورهم من الغرباء، فإن تحطيم السدود كما حصل ينذر بحلول فيضانات مباغتة، وبدلا من الشكوى بعدم وجود مياه وتصحر الأراضي الزراعية، قد تدخل المياه إلى بيوت الناس لتخرب كل شيء وسيتلاشى أمل إحياء الزراعة، لاسيما أن المياه التي حصلوا عليها من تحطيم السدود مالحة في الغالب. وحين سألنا الفلاح زغير عن سبب ذلك قال: الشيء الذي عمله النظام لم يتغير، لأن نهر أم المعارك يلقي بالمياه الحلوة إلى البحر! لم يتغير شيئا عن النظام السابق.
الغريب أن كل الهيئات الرسمية المعنية تؤكد بانها اعادت 40 وأكثر في المائة من المياه إلى الأهوار وهذه الكذبة الأولى التي سنتوقف عندها حتما.
أما الثانية، ففسرها سيد صادق بكل بساطة: أنهم يسحبون الفرات إلى خور الزبير ليلقوه بالبحر، لذلك ما تبقى من مياه يعتبر مضرا وحتى الفائض بدون بزل يكون منطقة «غمايرة» (بتعبيره مغمورة بالمياه فحسب ). وذكر حوّاس بأن «الزور» و «الحمض» قتلا الفرات ( هذه نباتات تنمو بسرعة وكثافة ليست بذات نفع ولا يمكن لحيوان أو إنسان الاستفادة منها وتعيق فقط الزراعة التي تحتاج أرضا جاهزة خالية من النباتات الضارة وفي الوقت نفسه فهي توقف تقدم المياه وانتشارها المريح ). ونبهنا سويدان على تلك النواظم التي بناها النظام السابق والتي كانت تحرف المياه المتجهة للهور لتلقيها بالصحراء. يقول رياض كونه سمـاكا محترفا وأحد الذين رافقونا في هذه الرحلة الطويلة ان المشكلة كلها تنتهي بتنفيذ ثلاث مراحل أوجزها للمعنيين كالتالي وحسب مرحلة كل منها: تنظيم الأنهر - تنظيم المبازل - تصريف مياه البزل.
المخدوعون
لم أحسب عدد المرات التي قالوا لنا فيها هذه العبارة: نحن مخدوعون! تفكيك شفرة الخدعة الكبرى التي تعرض لها الأهواريون هي: أنهم كانوا الملاذ الأول والرئيسي للهاربين والثوار ومعارضي النظام. ولم يكن بإمكانهم لعب دور آخر فعاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم لا تسمح له التبرؤ من غريب أو
لطالب حمايتهم.
والسبب الأول والأهم فيما تعرضوا له من تشريد وتجفيف وحرق ودفنهم أحياء، كان دعمهم لانتفاضة 1991 وهذا لن يختلف عليه أحد حتى أعدائهم. وبما أن الذين كانوا يلجأون إليهم ويلوذون بهم صاروا الآن أهل السلطة وبيدهم مالها وحلالها ومآلها، فيعتبرون أنفسهم مخدوعين. فلاجئو الأمس في الأهوار وسكان الوزارات الآن لم يفعلوا شيئا لهم، بل لم يتذكروهم حتى بسلام وتحية! وهذا ما قالوه لنا في أكثر من مضيف رئيسي في الأهوار. مخدوعون بالتأكيد لأنه لم يشق عندهم طريق ولم يكتمل بناء مدرسة ولا يوجد في عمق الهور ولا في أطرافه مركز صحي واحد، بل ولا ممرض ولا غرفة للطبابة أو الإسعاف حتى لو من القصب. هنا يثبت خضير هذه الحادثة: ألم طارئ فظيع داهم أخاه، حملوه بالمشاحيف كيلومترين ومن ثم وضعوه في سيارة لا يمكنها أن تسير على الطين وضعوا المريض فيها ودفعها الرجال الأربعة مسافة 12 كيلومترا لكي يصلوا بها أطراف الطريق المعبد ومنها نقلوه بالسيارة نفسها إلى مستوصف في سوق الشيوخ. وما الذي يحل بالشيخ الذي لا يتحمل دفع سيارة كل هذه الكيلومترات وما الذي تفعله المرأة الحامل والطفل الصريع بعضة خنزير والصبية التي داست أقدامها الحافية سنا قصبيا أو احرق وجهها تنور ملتهب. ولعل مرارة الإصابة بالخدعة أكثر من الخدعة نفسها، لأن من طباع الأهواريين وأخلاقهم الوفاء لوعد وعهد يقطعونه، كبيرا وصعبا كان أم صغيرا سهل التحقيق. وتجربتنا معهم، أثبتت أنهم لو قطعوا لك عهدا أو وعدوك بشيء في منتصف الليل، يحققونه لك في الفجر، أي في أول فرصة تجد طلبك مهما كان، مجابا ومحققا.
أليس مخدوعا من تشرد ومات في العراء من أجل الحاكمين الحاليين الذين لم يوفروا في كل الهور مركزا صحيا واحدا يداوي فيه الناس، أم أن العلة أكبر حتى من الخديعة؟!
مطالب خرافية
لا وجود لأي خدمات أساسية كالتي تعد من فضائل القرون الوسطى، كالمياه الصالحة للشرب. كان الناس يشربون من دجلة والفرات ويحملون الدزنتري والإسهال والبلهارزيا وباقي الطفيليات حتى يموتوا. الآن وبإخراج المياه الحلوة للبحر وإلقاء المالحة عليهم، ليس لديهم حتى مياه النهر الحلوة بأمراضها ليشربوها وحتى الجواميس قالوا إنها بدأت تعمى بسبب ملوحة المياه. لا نتحدث عن مياه الإسالة أو القناني المعدنية، كل ما يطلبونه أن تصلهم مياه الأنهر كما كانت وليس تلك التي تجرف معها مياه البزل جامعة ملوحة البلاد كلها في معداتهم. سكان حافات الأهوار، يشترون المياه التي توزعها لهم شاحنات بملء خزانات صغيرة توضع في آخر نقطة فيها شارع شبه مبلط. تقول «سرية» بأنها تمشي ساعة كاملة للوصول إلى نقطة بيع المياه، وعودتها مع المياه ستكون أثقل وأبعد بطبيعة الحال.
الطريق الطويل الذي قطعته هذه الفتاة ذهابا وإيابا للحصول على مياه الشرب، لا يلقي أسئلة المياه الصالحة للشرب على قارعة الطريق فحسب، بل يفتح المطالب لمعالجة المشكلتين مع بعض، إيصال المياه لآخر ساكن في الهور وتعبيد الطرق، طالما لا توجد مياه يمكن عبورها بالزوارق. المشكلة أن الهور تم تجفيفه فغاب الماء وتعثرت الطرق فيه. يمد جبار يده في نهر كنا نعتقده جزء من حقل ولكن تبين أنه نهر يغطيه الشنبلان بالكامل، وهذا النبات حياته في الماء، بحيث شاهدنا في منطقة الشاخة، الأنهر كلها مغطاة وكأنها مطلية به ويبعدك التفكير حتى بزج أمنيات تحويل هذا النقاب من الطحالب إلى مائدة يومية لعشرات الآلاف من العائدين من صحراء المدن إلى مسراتهم القديمة.