الجمعة، 3 يونيو 2011

حركة نور

ومقابل ذلك اشتركت حركة 'نور' في هذه الانتخابات وجمعت 58،0% من الاصوات (صوت معها 5،393 الف شخص) واحتلت المرتبة ال 22 من بين 43 حزبا اشترك في هذا السباق السياسيِ جمعت 'نور' في الشيشان وانغوشيتيا 23%ِ من الاصوات واحتلت المرتبة الثانية بعد الحركة الحكومية 'بيتنا روسيا' وجمعت في تتارستان 5% من الاصواتِ واكد بعض المشاركين في الاجتماع الموسع ل سنور' المنعقد في شتاء 1996 بان نتائج الانتخابات في تتارستان كانت مزيفة، حيث صوت مع 'نور' 15 ـ 17% من الناخبينِ وحصلت 'نور' في الانتخابات على تأييد الراديكاليين الاسلاميين في تتارستان من حزب 'اتفاق' وصوت في بشكيريا مع 'نور' 25،1% من الناخبين.
وعموما تعتبر هذه المرة الاولى التي تشارك فيها منظمة سياسية اسلامية في النضال السياسي على مستوى روسياِ ولم تقترب 'نور' من حاجز ال 5% الذي يكفل لها الدخول للبرلمان (بواسطة القائمة الحزبية ـالمترجم)ِ غير ان المشاركة بحد ذاتها كانت اهم في هذه الحالةِ لا يثير الشك في ان نجاح المسلمين كان ممكنا لو وجد السياسيون لغة مشتركة مع رجال الدين البارزين وحصلوا على تأييدهم الجادِ ولنشر رغم اننا لا نريد اللجوء الى الاستنتاجات البعيدة المدى الى ان قدرة الاسلام السياسي لم تستنفد بعد.
اما اتحاد مسلمي روسيا فقرر رؤساؤه بعد رفض تسجيلهم تأييد الحركة الحكومية 'بيتنا روسيا' ودل ذلك على نية هذه المنظمة للتعاون مع السلطات وعدم اتخاذ موقف معارض لها.
يكمن التناقض في ان نشاط 'نور' بعد المشاركة في الانتخابات البرلمانية انحسر جدا وكأن الحركة اختفت من المضمار السياسي وتنازلت عن قصب السبق لاتحاد مسلمي روسياِ واتخذت في 13 ـ 14 فبراير 1996 في موسكو محاولة تأسيس منظمة اسلامية تعمل في عموم روسيا على اساس اتحاد مسلمي روسيا و'نور' وكانت 'نور' صاحبة هذه المبادرة. غير ان الاتفاق على توحيد اتحاد مسلمي روسيا و'نور' لم يتحققِ واتخذت محاولة ثانية اكثر تواضعا في 30 ابريل 1996 عندما وقعت المنظمتان بروتوكول نوايا لغرض التعاون وقعها نائب رئيس حركة سنور' منصور صديقوف ومنسق اتحاد مسلمي روسيا لشؤون القوفاز مختار سيبولايفِ وخطط لانشاء رابطة اتحاد مسلمي روسيا مع 'نور' والمنظمات الاسلامية الاخرىِ وتمت صياغة الاهداف قريبة المدى والتي تلخصت في وضع خطة مشتركة للعمل في اجواء الانتخابات الرئاسية.
وتأسست في سارتواف في 13 ـ 14 ابريل منظمة جديدة اطلق عليها الحركة الاجتماعية السياسية لعموم روسيا مسلمو روسيا وترأسها مِ بيبرسوفِ ودخل في مكتبها السياسي سادور ورئيس تحرير جريدة 'اسلام منبري' التي تصدرها مفتية موسكو طالب سعيدبايف. واستضاف المؤتمر التأسيسي مندوبين من الكتل البرلمانية لـ "بيتنا روسيا "' والحزب الشيوعي الروسي وحركة 'يابلكو' وجماعة الزراعيين. وكان مقدس بيبرسوف صاحب المبادرة في تأسيس حركة 'مسلمي روسيا'ِ ولم يتخل بيبرسوف عن طموحاته في الترقي السياسي بعد تركه لمنصب السكرتير العام لاتحاد مسلمي روسياِ وكان يدرك بعد اعلانه طابع الحركة الجديدة بانها لن تستطيع منافسة مركز التنسيقِ ولم تخاطر قيادة الحركة باعلان تأييدها السياسي لاطراف الصراع الانتخابي واعلنت عن تأييدها الرسمي لبوريس يلتسين في نهاية مايو فقط (قبل اسبوعين تقريبا من بداية الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية ).

وجاء في برنامج حركة 'مسلمي روسيا' بان من اهدافها 'توحيد جميع المنظمات الاسلامية في رابطة واحدة'. واعلنت ان موسكو ستكون مقر قيادتها. ولكنها تحولت الى منظمة اقليمية في الواقع، حيث انتشر نفوذها في بعض مناطق الفولغا الوسطى وبدرجة كبيرة في منطقة 'ساراتوفسكيا' فقطِ وركز بيبرسوف فيما بعد في عام 1997 جل اهتمامه على مشاكل المناطقِ وبقيت سمعته كشخصية دينية وسياسية عاليةِ وبقي في عداد اكثر المسلمين في روسيا نفوذا.
وبعد فشل اتحاد مسلمي روسيا في خوض الانتخابات البرلمانية اصابته الحمى لعدة شهورِ وجرى في الحقيقة داخل الاتحاد صراع عنيف بين مختلف الجماعات انتهى بعزل مِ بيبرسوف من منصب السكرتير العام وانتخاب نادر شاه خاتشالاييف الذي ايده نيازوف في منصب رئيس اللجنة التنفيذية للاتحادِ وهي الهيئة القيادية الجديدةِ وكان هذا الاجراء مهم جدا في ظروف الحملة الانتخابية الرئاسية والتي شارك فيها اتحاد مسلمي روسيا سوية مع المركز الثقافي الاسلامي بنشاط.
وايد الاتحاد والمركز الثقافي بوريس يلتسين واظهرا بذلك بعد نظر كبير ومروءة لأنهما صرحا بتأييدهما في فبراير 1996 عندما ظن الكثيرون بأن فرص الرئيس في الفوز مشكوك فيها. وأيدت نور في البداية غريغوري يفيلينسكي (وتباهى قادتها بأنهم يتمكنون ضمان اصوات 5 ملايين مسلم ليفيلينسكي) لكن الحركة ايدت في نهاية الامر بوريس يلتسين.