الجمعة، 3 يونيو 2011

اتحاد مسلمي روسيا

لم يستطع اتحاد مسلمي روسيا بالرغم من جهود بعض ساسته من توحيد الصفوفِ بل بالعكس حملت قيادته روحا وعقلية انعزاليتينِ واتضح انه ليست هناك ولن تكون وحدة بين المشاركين في الاتحاد نفسه.
واحتدمت النقاشات حول انتخاب السكرتير العامِ عارض اغلب المندوبين نصير جيرينوفسكي خليتوف بمن فيهم عبدالوحيد نيازوف (الذي قال 'لسنا بحاجة الى الحزب الليبرالي الديموقراطي بلون اخضر') وكذلك المندوبين من الشيشانِ وظهرت الخلافات بين ممثلي القوميات وخاصة بين تتار موسكو والقوقازيينِ وكان التوتر سائدا في اليوم الاول بشكل كاف واستطاع بيبريسوف تخفيفه بتذكيره بان هدفهم هو خلق الظروف لصحوة الاسلام وليس للشقاق الداخليِ وتوتر الوضع ايضا في اليوم الثاني ولكن مصالحة ظاهرية جرت بعد ان ترأس المؤتمر بيبريسوف.
وخلال ساعات طغت شعبيته على الجميع ووصل الامر الى انتخابه فجأة في منصب السكرتير العام لاتحاد مسلمي روسيا واستطاع مزاحمة المرشحين الآخرين الذين كانوا اقرب واقعيا للفوز بمن فيهم نيازوف.
لنذكر بان كل هذه الاحداث كانت تجري عشية الانتخابات البرلمانية، والتي كان اتحاد مسلمي روسيا يأمل في انه سيشارك بقائمة واحدةِ وكان بعض اعضاء الاتحاد يريدون دخول الدوما على حساب اصوات المسلمينِ
وكان المتفائلون يعتقدون بان المقعد النيابي مضمون عمليا للسكرتير العام للاتحادِ (كانت هذه الآمال في ذلك الوقت ساذجة بالطبع، ولكن في نهاية عام 1996 فاز رئيس الاتحاد الحالي لمسلمي روسيا نادر شاه خاتشلاييف في الانتخابات التكميلية عن منطقة في داغستان وبقائمة الاتحاد).
وكان ينبغي الا يحلم اعضاء اتحاد مسلمي روسيا بفوز مرشحيهم في عام 1995، بل ان يهتموا بتسجيل اتحادهم في لجنة الانتخابات المركزية في البداية. غير ان موظفي الاتحاد الذين لم يمتلكوا تجارب سياسية كافية
لم يدركوا ذلك وراهنوا على قائمة المرشحين التي حملت اسماء مؤثرة في صدرها مثل الرئيس الانغوشي روسلان عايشوف وفي المرتبة الثانية الراقص الشهير محمود اسمبايف. ولكن عايشوف رفض ترشيح نفسه حالا ضمن قائمة اتحاد مسلمي روسيا.
ولم يستطع اتحاد مسلمي روسيا من تقديم الوثائق الكاملة في الموعد المناسب وقدمت وثائق لم تكن صياغتها قانونية ورفضها رئيس لجنة الانتخابات ريابوفِ استأنف الاتحاد الدعوى الى المحكمة العليا والزمت هذه المحكمة لجنة الانتخابات المركزية بتسلم الوثائق من المسلمينِ ولكن الموظفين اكتشفوا من جديد بعض الاخطاءِ ولم يشفع لهم نفوذ رئيس بشكيريا مِ رحيموف وعايشوف وعبداللطيفوفِ وحاول رؤساء اتحاد مسلمي روسيا تخويف لجنة الانتخابات المركزية برد فعل المسلمين السلبيِ وقال حينذاك الامام نِ عشيروف: 'سيكون من الصعب علينا تفسير هذا القرار للمسلمين ومنع حدوث الاضطرابات في الجمهوريات الاسلامية'.

لكن السلطات لم تنتبه الى هذا 'التلميح' ولم يدخل اتحاد مسلمي روسيا في الانتخابات البرلمانية.