الجمعة، 3 يونيو 2011

الصراعات على المناصب

ينبغي ان نورد هنا هياكل الادارة الدينية لمسلمي الشطر الاوروبي من روسيا وسيبيريا باختصارِ يعتبر مؤتمر مندوبي رجال الدين والابرشية المنتخبين كل خمس سنوات الهيئة العليا للادارةِ وفي المؤتمر ينتخب المفتي (رئيس الادارة) لمدة خمس سنوات وينتخب ثلاثة من ستة اعضاء هيئة رئاسة الادارة ويعين الثلاثة الآخرين المفتي بنفسه.
وفي مجلس العلماء ايضا ينتخب ثلاثة اعضاء ويعين الثلاثة الآخرين المفتي ايضاِ وينتخب المؤتمر لجنة التفتيش المركزيةِ ويصبح رئيس مسلمي الشطر الاوروبي من روسيا وسيبيريا المنتخب من قبل المؤتمر رئيسا لمجلس الادارة الدينية.
وفي المرحلة ما بين المؤتمرات تتوزع المهام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية التابعة للاجتماع الموسع للادارة الروحية الذي يديره المفتيِ ويتألف الاجتماع الموسع من اعضاء مجلس العلماء وهيئة رئاسة الادارة الدينية.
وكانت الهيئات المتكونة من الأبرشيات تنتخب ايضا لكل المناطق والجمهوريات الذاتية الحكم لمدة خمس سنوات وكانت هذه الابرشيات تعين الائمة والخطباء بعد استلامها التوصيات مقدما من الادارة الدينية. (الابرشية هي مجموعة المسلمين المريدين لجامع ما وتتشكل بموافقة الاشخاص القائمين على اداء الصلاة والطقوس الاخرى بشرط ان لا يقل عددهم عن عشرة اشخاص)ِ ويترأس الابرشية الامام ـ الخطيب، والذي ينتخبه المسلمون وتصادق عليه الادارة الدينية.
ويتضح حتى عند النظرة السريعة لهذا المخطط ان ما يميزه المركزية الصارمة حيث تخضع القواعد للقيادة العليا بصورة مطلقةِ ولا يمتلك أئمة الابرشيات اي نوع من الاستقلالِ وكانت تبعية الابرشيات للادارة الدينية تشبه تبعية وطاعة الادارة الدينية العامة نفسها في السابق لادارة آسيا الوسطى والتي كانت تثير استياء طلعت تاج الدين نفسه.

يمكن فهم محاولات أئمة المناطق الرامية للتخلص من وصاية الادارة الروحية لمسلمي الشطر الاوروبي وسيبيريا لاساليب التسلط والبطش التي يعمد القيام بها تاج الدين الذي يمتلك قسوة وعدم تسامح الى اقصى حدود هذه الكلمة تجاه من يعارضه وينتقدهِ ويمكننا تفسير ذلك بظروف النظام الاداري الغارق بالدسائس والمؤامرات الذي تربى في كنفه ورغبته في ان يبقى الزعيم الفردي الذي لا يجادل لكل مسلمي روسيا. و اشيعت منذ زمن بعيد فكرة اعادة تنظيم الادارة الروحية للشطر الاوروبي من روسيا وسيبيرياِ وكانت المحاولات تحقيقها تطير ادارج الرياحِ وتمت صياغتها لاول مرة من قبل المركز الاجتماعي التتاري لعموم روسيا والذي اقترح نقل مقرها من أوفا الى قازان وهدد في حالة الرفض تأسيس ادارة دينية مستقلة في تتارستان تدمج معها كل الطوائف الدينية التتارية في روسيا بشكل طوعيِ وبعد رفض هذا المقترح بفترة وجيزة حدث انشقاق الادارة الدينية للشطر الاوروبي وسيبيريا وتأسست ادارتان دينيتان اخريان في تتارسان وبشكيريا ولم يعترف بهما طلعت تاج الدينِ وتوجه معارضو المفتي الذين اجتمعوا في ساراتوف بطلب استقالتهِ وأسس أئمة ساراتوف وفولغوغراد وبينزا بسرعة ادارة دينية اقليمية برئاسة مِ بيبرسوف والتي لم تعترف بها الادارة العامة ايضا.
وبدأ ظهور الادارات الدينية في مناطق روسيا كلها حيث توجد مجموعة متراصة من المسلمينِ وكانت المفتيات تنشأ احيانا على اساس تجمع مجموعة من الطوائف لعدة مناطقِ وتشمل الادارة الدينية لمسلمي وسط روسيا الاوروبي التي تأسست عام 1994 مثلا طوائف مقاطعات فلاديمير، إيفانوف، كلينينغراد، كالوغا، نيجني نوفغورد، ريازان، سمولينسك، تفير، تولا، يارسلافسك وكذلك موسكو وسوتشيِ ودخلت طوائف مقاطعات
استراخان، فولغوغراد وبينزا في السنة نفسها في الادارة الدينية لمسلمي مناطق الفولغاِ وتأسست في مؤتمر المسلمين المنعقد في تيومين وتوبولسك عام 1997 الادارة الروحية الاقليمية لمسلمي سيبيريا والشرق الاقصى.
وتعمل في روسيا الاتحادية (بضمنها شمال القوقاز) في الوقت الحاضر اكثر من 40 ادارة دينية للمسلمين (سجلت اكثر من 20 منها بوزارة العدل) ومن الممكن ان يقل عددها عن طريق دمجها او يكثر هذا العدد لعدم انتهاء التفرقة والفرقة بينها بعدِ وتوجد احيانا في اقليم واحد ادارتانِ مثلا نشأت في تتارستان في عام 1994 بجانب الادارة الدينية الموجودة ادارة اخرى برئاسة الامام عبدالحميد زين الدين والتابعة للادارة الدينية للشطر الاوروبي وسيبيرياِ وكانت تعمل في أوفا الى جانب الادارة العامة، ادارة اخرى لمسلمي بشكيرستان برئاسة المفتي دور محمد نعمة الدين وهو اكثر الخصوم الألداء لطلعت تاج الدين.