السبت، 4 يونيو 2011

استئناف الخدمات الدينية

وسمحت موسكو في نهاية عام 1945، بعد انقطاع طويل بحج بيت الله الحرام (سافر 17 حاجا فقط في نهاية ديسمبر عام 1945) وأعيدت للمؤمنين عدة مساجد كانت قد انتزعت منهم من قبل.
وتم تأسيس مجلس شؤون الأديان يتبع لمجلس مفوضي الشعب في مايو 1944، وكلف بتنظيم العلاقة بين النظام العلماني والدين.
أما مهمة المجلس الفعلية فكانت تنحصر في مراقبة النشاطات الدينيةِ وأصدر في مارس 1945، قرارا يسمح للادارات الدينية والهيئات التابعة لها بالعمل في المجال الاقتصادي ولو بشكل محدود للغاية يشمل فتح الحسابات في البنوك الحكومية (لم تكن في ذلك الحين بنوك أخرى).
وأثارت عملية اعادة المساجد المتواصلة واستئناف الخدمات الدينية سرورا عند المسلمين العاديينِ ولعب المفتي المتنفذ عبدالرحمن رسوليف الذي كان يترأس في نهاية الاربعينات الادارة الدينية لمسلمي الشطر الاوروبي من روسيا وسيبيريا دورا هاما في هذا الصعيدِ وكان يصر على فتح المساجد رغم الموقف السلبي الذي جوبه به من القادة المحللينِ واستمر رسوليف بطبع ونشر التقويمات الاسلامية والدراسات. وعلى امتداد عشر سنوات (1945 ـ 1955) وصلت الى مجلس شؤون الاديان مئات العرائض من المسلمين يطالبون فيها بفتح مساجد جديدة، غير انه تم تلبية بضعة عشرات منها فقطِ فمثلا رفضوا في بشكيريا في هذه الفترة 55 طلبا ووافقوا على 34 فقط.
وتم تعميم التعليمات الخاصة حول 'فتح دور الصلاة' التي صاغها مجلس شؤون الاديان في يناير 1947 .

وانعقد في اكتوبر 1948، مؤتمر (مجلس) الادارة الدينية المركزية لمسلمي وسط روسيا وسيبيريا واشترك فيه 53 مندوبا من مختلف الأقاليم الروسية. واعتبر هذا المؤتمر " ذروة التسهيلات التي قدمتها السلطة للاسلام " ، برأي أ . يونوسوفا ولكن حتى في ذروة التسهيلات ، لم يتسن للمؤتمر التوصل الى توسيع صلاحيات الادارة ولم يتم التغلب ولو جزئيا على وصاية وسيطرة السلطة العلمانية. اضافة الى ذلك اضطر مندوبو المؤتمر على تبني نظام جديد قيدت بموجبه حقوق وصلاحيات الادارة (المحدودة من دونه أصلا ) وكان من بين القيود الجديدة حظر فتح المدارس الدينية الخاصةِ وبذلك وضعت الادارة الدينية لمسلمي وسط روسيا وسيبيريا في وضع لا يساوي الحالة 'الممتازة' للادارة الدينية في آسيا الوسطى، ورفعت كلمة المركزية من تسميتها وأصبحت تدعى الادارة الدينية لمسلمي الشطر الاوروبي من روسيا وسيبيريا.


واجهات دعائية

وكان اشراك رجال الدين كواجهات دعائية لتصرفات القيادة السوفيتية انعكاسا لموقف السلطة الأكثر ليبرالية من الدين ورجاله. وتم اشراك رجال الدين المسلمين، مثلا، في حملات الدعاية للسياسة الخارجية السوفيتية بزجهم في كل المؤتمرات الخاصة بالسلام التي عقدت برعاية الاتحاد السوفيتيِ وكان حضور رجال الدين من الاتحاد السوفيتي لهذه المؤتمرات كشفا لحقيقة وجود الحريات والديموقراطية وبالمقام الأول حرية المعتقد للعالم أجمعِ وبدأت المواعظ التي تدعو المؤمنين الى تأييد السلطة السوفيتية وسياستها الخارجية يؤلف سماعها في المساجد.

وفي الوقت نفسه، ظهرت في الاربعينات عندما رحل من الدنيا الجيل القديم من رجال الدين الذين قاوموا البلاشفة بشكل مباشر وغير مباشر فئة جرارة من المتعاونين مع الحكم و'المضطرين' والذين وجدوا في المضمار الديني خير طريق للترقي الحزبي والاداري.