الاثنين، 29 ديسمبر 2008

اختطاف الملائكة


مستثمرين مواهبهم السابقة ، أجروا مسحا شاملا جردوا فيه كل أطباء العراق المتميزين، دون أن يفوتهم تقسيم الأطباء حسب جدول غنى كل منهم ومقدار ما كسبوا من مهنتهم الشريفة وأعطوهم تصنيف: أ، ب، ج وغيرها. هؤلاء من يقوم باختطاف الأطباء في العراق الراهن.

وأطباء الصنف (أ) سعرهم لا يقل عن ربع مليون دولار، والصنف (ب) 150 ألفا و (ج) نحو 70 ألف دولار، أما غيرهم ، فيتركونهم لزملاء المهنة الملتحقين حديثا والذين يرضون بأي مبلغ فوق 5 آلاف دولارِلم يكن إدراك ما يجري من عمليات خطف، بالأمر الهين على مراقب أو صحفي ، بالرغم من أن العملية برمتها معروفة لأهل السينما ومسلسلات التلفزيون، لكن رؤيتها والدخول فيها من أجل معرفة حيثياتها وطرقهاوأساليبها ، بل وحتى المفردات المستخدمة فيها ، هو الأمر غير السهلِولأن ضحايا 'إرهاب الاختطاف' هم جميع الـ 'نحن' ، العارفين بعضنا الآخر ، فان زيارة عائلة خطف أبو بيتها، ظاهرة ، أصبحت في العراق، كحضور حفل زفاف أو طهور أو مرور يومي عند الأقرباء. وعندما كان الخاطفون ، أو سماسرتهم ، يخابرون أقرباء المخطوف، فانهم بالتأكيد ، لا يخشون من ذلك لومة لائم أو مراقب ، فهذه التقنيات غير موجودة حاليا في البلاد ، وإن كانت كذلك فلا يحق حتى لرئيس الجمهورية ، حسب أعراف العراق الجديد ، التنصت على هواتف الخلق وإن كانوا بأنفسهم يطلبون ذلك !
نقل مباشر
كانت يد شقيق الدكتور والعالم المعروف ترتجف كشفتيه وباقي أعضاء جسده التي تداعت معها بالسهر والحمى ، في تلك اللحظات الحادة القلق التي كان المجرمون يتصلون للتفاوض ، ننقل جزءا مما جرى :- أرجوكم تخفيض المبلغ، نحن جهزنا 20 دفترا فقط ! ^ ليس أقل من 25.- نتعشم بكم فأنتم كما يبدو أولاد نخوة وعرب.^ نحن أولاد ( شتيمة بالطبع) قررنا أن تكون 30 دفترا ! ولم يكن بعد مثل هذا الحوار قسط من تسول الإنسانية من هؤلاء ، فارتضت العائلة تسليم الـ 25 دفتر .
العودة بأدلة
الطبيب العائد بعد دفع الخمس والعشرين دفترا ، روى حكاية اختطافه التي أعادها لنا شقيقه ، لنتوقف فيما هو أهم : عرفتهم مباشرة ومن أي ملة ، فكانوا يتحدثون بأمورهم وأحوالهم الشخصية في الغرفة المجاورة ولم يهتموا أبدا فيما إذا كنت اسمعهم أو لاِ تحدثوا عما فعلوه بعد دخول الأمريكان وكيف اختفوا ، ويسأل بعضهم بعضا كالتالي : ما حل بالرائد فلان الذي كان معنا بالشعبة ، وآخر يجيب ، مع الأسف عقيد فلان مازال في الأسر ، وهكذا تجري أحاديثهم عن عملهم السابق في المخابراتِوتعد شهادة الطبيب والعالم المخطوف ، أكبر دليل لنا لتقديم الخاطفين ، أو على الأقل الجزء المهم فيهم ، بأنهم ممن اصطلح على تسميتهم: أركان النظام السابق ! ونورد دليلا آخر: عندما نفى الطبيب المذكور أن يكون لديه هذا المبلغ، أوضحوا له ما يمتلك في العراق لغاية الفلس وحساباته في الخارج حتى آخر سنت أودعه بالبنكِ فما كان منه غير الاعتراف والركون لمطالبهمِ وليس لدينا سوى التأكيد ، بأن هذه إمكانات مخابرات وليس عصابات سطو وخطف يقوم بها قطاع طرق عاديون. ودليل ثالث : عندما هم الطبيب بإعطائهم رقم هاتفه، قالوا له انهم يعرفون كل أرقام هواتفه الخمسة: في البيت خطين وفي المستشفى واحد وفي الهيئة التي يعمل بها واحد ، بالإضافة الى رقم موبايله الجديد. مسألة الهواتف بالذات شغل مخابرات ، نزيد على ذلك ، أن زملاء الرائد والعقيد ، قالوا له بالحرف الواحد ، الأماكن التي يضع بها جهاز الهاتف في بيته! زد على ذلك، عندما سأل المخطوف خاطفيه سؤالا وجيها : ما الذي يضمن لو دفعنا لكم الفدية، تخطفوني من جديد ، أو يقوم بذلك أناس غيركمِ قالوا له : لن يخطفك أحد وسنعطيك هاتفنا لتتصل بنا في حالة إذا ضايقك أحد! هذا يعني ، أن هذه العصابة ، ترتبط بالعصابات الأخرى ، كما الأقسام والشعب في الأمن والمخابرات التي تربوا فيها ، وقالوها واثقين جدا ، بأن لا أحد سيمسه طالما أصبح تحت حمايتهم.
مؤامرة وتمويل
هم أنفسهم الذين كانوا يمتلكون كل الوسائل ومنها التأثير في وسائل الإعلام وتوجيه الرأي العام ، المهيأ بالفطرة وحسب الظروف غير المواتية جميعها التي سقطت على رأسه دفعة واحدة، لتصديق أي إشاعة أو تفسير أو تحليل ، لفك طلاسم قضية كبيرة كخطف الأطباء. لذلك انتشر في العراق وعلى نطاق واسع تفسير واحد لهذه الظاهرة وهي أن 'قوى خارجية' تريد إفراغ العراق من علمائه وخبرائه في كل المجالات لاسيما الطبية ، وأن ما يتعرض له الأطباء هو جزء من ' مخطط' و 'مؤامرة كبيرة ' على الوطن تقف وراءها الأجهزة الكبرى بدءا من السي آي إيه وليس انتهاء بالموساد. لكن حيثيات هذا التحقيق تشير الى أن الخاطفين والمخطوفين من 'أهل البيت'، وان هؤلاء المحترفين ، يجمعون الكثير من الأموال التي لو تتبعناها لوجدناها تتحول في النهاية الى قنابل وألغام ومتفجراتترهب الناس من بكرة الشمس حتى أصيلها. ومغادرة العراق نتيجة طبيعة لأصحاب السيناريوهين : الأول المفترض كونه مبنيا على تقديرات جاهزة ، والثاني، المؤكد والمؤسس على شهادات شهود، عاشوا فترة ليست بالقصيرة مع خاطفيهم.
أبرز الشهود الأحياء
قائمة تطول وليس لدى أحد نية في تقصيرها ، لكبار أطباء العراق من الجنوب الى الشمال ، وجدوا أنفسهم ، كباقي العراقيين ، وجها لوجه ، مع قوى مسلحة ، ليست خفية تماما ، مدربة على الخطف والاحتفاظ بالرهائنوالتعامل معها ، بدأوا فرادى ، ثم عشرات ، وأصبحوا مئات تتقدمهم الأسماء البراقة التالية في حقل الطب العالمي الذين عبأوهم بصناديق السيارات في وضح النهار: عبد الهادي الخليلي الذي دفع 360 ألف دولارفدية بعد اختطافه أثناء خروجه من مؤتمر حماية البيئة المنعقد في الجامعة التكنولوجية وهو واحد من أكبر الاختصاصيين في العالم في مجال جراحة الدماغ والجملة العصبية وهو أستاذ خرج الكثير من الأطباء في كلية طب بغداد وله بحوث أصيلة في مجال زراعة النخاع الشوكيِ ودكتور أمراض القلب راجح الكعبي اختطف مرتين ونكل بالدكتور وليد الخيال المختص بأمراض الكلى وزرع الكلى الاصطناعية، كثيرا قبل دفعه الفدية، كزملائهم: الجراح ريسان فهد الفياض وابن رئيس قسم الجراحة في كلية الطب جامعة بغداد الدكتور شوقي يوسف غزالة الذي دفع مبلغا قيل أنه خيالي لاسترجاع ابنه وسلمان عبد النبي وخليفة الشرجي وجواد الشكرجي ومظفر علي كريم وحكمت الشعرباف ورجاء الدهوي أفضل أخصائي نسائية وتوليد في العراق وسنان الأسدي ومكي بشير وفارس البكري وعبد الإله الحمداني وطالب خير الله و حتى اختصاصي التجميل علي شحم وغيرهمِ فيما قتل الخاطفون عددا من الأطباء الذين لم يستجيبوا للابتزاز كعبد اللطيف المياح وهيثم اسحق وعبد الواحد العبيدي وعبد الله الراوي وآخرين قتلوا بدم بارد في البصرة التي فقدت 6 من خيرة أطباء المدينة وأمام مرأى الناس في البياع والكاظمية.
أساليب الجريمة
تتراوح وتعتمد على المكان والزمان، لكن أغلبهم يرتدون زي الشرطة، حيث يباع قماش زي الشرطة في الأسواق كهوياتهم، أما سياراتهم فلا تزال حتى الآن تحت سيطرة أفراد الأجهزة الأمنية السابقة. وتبدأ الجريمة بمحاصرة الضحية خلال خروجه من العمل، أو أي مبنى، وإشهار السلاح علنا ضده ومن ثم تقييده على طريقة الشرطة والأمنِ ومشاهد مشابهة تحصل في كل شارع وزمان في العراق الآن، لذلك لا يثير حدوثها فضول أحد من المارة ، وحتى لو تعرف الناس على الضحية والجناة ، فليس لديهم حول ولا قوة على مجابهتهمِ وتشير بعض المعلومات ، والمذكورة في التحقيقات مع المخطوفين ، بأن المنطقة التي يحتجزون أو يخبئون بها تقع ما بين النهروان وسلمان باك.
بحث بلا جدوى
اتصالات وزارة الصحة كانت يومية بوزارة الداخلية لابتكار طرق يتفوقون من خلالها على الأعمال الإجرامية ويحمون ملائكة الرحمة والمسؤولين عن صحة الشعبِ غير أن وزارة الداخلية يمكنها حماية المستشفيات، لا العيادات الخاصة، وحتى لو اضطرت لحماية هذهالعيادات ، أو بعض منها الخاصة بالمشاهير الذين أكدوا أنهم مستعدون لدفع مبالغ معينة لأفراد الشرطة المكلفين بحمايتهم ، لكن المشكلة تنحصر في أن الطبيب أو غيره ممن تستهدفهم عمليات الخطف ، لا يستطيعونالعيش دائما تحت الحماية ، هم وعائلاتهم ويتنقلون لقضاء حاجيات كثيرة، ولم يتطور عمل الداخلية ولا الشرطة في العراق الى ذلك الحد الذين يستطيعون فيه، حماية عدد لا يستهان به من أطباء وأثرياء ورجالأعمال وتجار في البلاد. وتطور الابتزاز في العراق لغاية تكوين مكاتب سمسرة ووساطة ودلالية تابعة لهذه العصابات الإجرامية ، تأخذ على عاتقها كفاعل خير يتوسط بين الخاطفين وذوي المخطوف.
ولعلها الرد الطبيعي لتأسيس مكتب خاص بوزارة الداخلية أطلقوا عليه مكتب الاختطاف ، مهمته معالجة والتعامل مع حالات الخطف الكثيرة التي لا تشمل الأطباء لوحدهم. وزادوا من ابتزازهم ووقاحتهم، أن طالبوا عمارات بأكملها فيها عيادات الأطباء، بدفع فدية مقدارها ثلث وارد كل عيادة يحصلون عليها بشكل شهري ، مقابل حمايتهمِ هذا العرض بطبيعة الحال، تهديد منمق، فإذا لم تدفع المبلغ المطلوب ستخطف ، أو تتعرض للأذى أو السلبالعلني للعيادة أو الاعتداء على الممتلكات الأخرىِ وفي النتيجة ، لا يستطيع الأطباء التعامل مع هذه الشراذم ، وليس أمامهم سوى بعض الخيارات المؤلمة لا غيرها : الجلوس في البيت وغلق العيادات والانقطاع عن العالم الخارجي بما في ذلك المستشفيات ، أو الهروب خارج البلاد ، أو النزول أسفل مع السافلين والارتكان الى شروطهم ، بعد أن قسموا مناطق بغداد فيما بينهم.
احتراز موقت
يضطر الأطباء في العراق ومرضاهم للعمل لغاية الساعة الرابعة بعد الظهر يوميا، حيث تغلق العيادات في المساء بشكل تام ولا يوجد طبيب حتى لو كان فقيرا يجازف بنفسه.
فلا توجد أجهزة مراقبة حديثة يمكن للأطباء استخدامها في العيادات لتلافي الأخطار ، أولا، لأنها غالية جدا ، ثانيا ، لأنها لا تعيق العصابات من تنفيذ جرائمها. ويستخدم الأطباء العراقيون الآن في عياداتهم ، أساليب بدائية وساذجة أحيانا ، كتشبيك أبواب ونوافذ العيادة بالحديد ووضع حارس مع فراش العيادةِ في وقت تتم عمليات الخطف دائما في الشوارع وداخل السيارات وليس في العيادات فقط.
شماتة لا تبرير
قيل الكثير عن 'جشع' الأطباء ، سواء في الحقبة السابقة أو في الوقت الراهن ، وحكوا لنا العديد من قصص الأطباء أوقات الحصار، وكيف كانوا يطلبون الملايين من المرضى الذين لا يملكون الآلاف. لكن البارزين في أشرف مهنة في الإنسانية يتعرضون اليوم الى تعسف منحط ، ولا يبرر التنكيل بهم وعائلاتهم ، أنهم أثروا على حساب المرضى وأنهم يفكرون في الدفع قبل العملية والإنقاذ الطبيِ. فالذين يبتزون الأطباء اليوم ، لم يقدموا المبالغ التي حصلوا عليها كفدية الى مريض محتاج أو افتتحوا بها مشروعا إنسانيا وهم ليسوا 'روبن هود' لا واقعيا ولا حتى سينمائيا. فصاحب مستشفى الخيال الدكتور وليد الخيال دفع 60 ألف دولار فدية لإطلاق سراحه ، بينما يعتبر مستشفاه غالية جدا قياسا لمستوى الدخل العراقي ورخيصة للغاية لو ترجمت بالبورصة العالمية للعمليات المشابهةالتي يجريها. فهل يبرر غلاء إجراء عملية زرع كلية في مستشفى الخيال التي تصل الى 3 آلاف دولار مع الإقامة في المستشفى المتطور ذي الإمكانات العالية والإقامة المريحة والنظيفة والخدمات العالية ، الذي يعد ملكا للدكتور وليد واستثمارا علميا طبيا له وحده وخاص به ويمتلك الحق في تحديد ما يطلبه، ان يتم الاعتداء عليه وخطفه ومن ثم تهديد عائلته مرارا ؟ كما أن الأطباء الذين أصبحوا كما يقول البعض ، أغنياء في العراق ، بإمكانهم أن يصبحوا أغنى بعشر مرات لو عملوا خارج العراق ، لكنهم فضلوا البقاء وخدمة الناس في الداخل ، وتم مجازاتهم وشكرهم بهذه الطريقة في النهاية.
اعتصام ونداء
تتكرر مظاهر اعتصام الأطباء تضامنا مع زملائهم وحثا لغيرهم للوقوف الى جانبهم وتنديدا بهذه الجرائم الدخيلة على المجتمع العراقي كسواها من الظواهر التي بدأت بالنمو، وبين أحد نداءات نقابة الأطباءالعراقيين بأن تفشي ظاهرة اختطاف الأطباء العراقيين شملت ذوي الخبرة والمتميزينِ وأدان البيان رجال الشرطة والأمن وحملهم مسؤولية التقصير لكون الأطباء 'ليسوا على أجندتهم واهتمامهم'. وردت على الأطباء وزارة الداخلية في 'نداء جوابي' ذكرت فيه بأن منتسبيها بقيادة مدير مكتب الخطف العقيد فيصل علي تمكنت من القبض على 174 عصابة متخصصة في الخطف من يوليو 2003 ولغاية مايو 2004. وأوضح هذا التصريح بأن عصابات الخطف تستخدم وسائل وتقنيات حديثة كهواتف الثريا والموبايلات واحيانا كثيرة تستخدم موبايلات المخطوفين، بغياب الرقابة بفضل التطورات الحاصلة في البلد. وحمل هذا البيان عائلات المخطوفين بعض المسؤولية ، لأن أحدا منهم لم يبلغ الجهات الأمنية واكتفى بقبول دفع الفدية ، الأمر الذي عقد من مهمة قوى الأمن التي لا تعلم في كثير من الأحيان بعمليات الخطفولم يقتصر أعضاء العصابات التي قبضوا عليها على أصحاب السوابق، فبينهم 'جامعيون'، حسب التصريح المذكور.مسؤولية الجميع
هكذا يفقد العراق ثروة لا يمكن تعويضها، فمعروف كم يتطلب إعداد الطبيب المختص المختار أصلا من نخبة الطلاب ، وغير معروف للجميع، كم من السنين يحتاج الطب لكي يبزغ في عالمه طبيب بارع ، وبدلا من تحقيق حلم البلاد بعودة نوابغها إليها ، تخسرهم بلا مقابل ولا تعويض ولا شفقة بالأمل في عودتهم القريبة.
وهكذا، فان كافة الأطباء المشهورين وحتى أطباء النسق الثاني والثالث ومنهم في حالة مادية ضعيفة وليس مشهورا كطبيب المفاصل عبد الزهرة كزار الذي عاش محنة الاختطاف ، صفوا أعمالهم ورتبوا أنفسهم لمغادرة العراق ، في وقت سبقهم الكثيرين للمغادرة. والمواطن العراقي ، ناهيك عن البلد ، في النهاية هم الذين حرموا وأصابتهم المصيبة قبل غيرهم ، لذا فهي مسؤولية البلاد برمتها والأعراف العشائرية التي تقبل التستر على أبنائها الضالين ، هي أعراف إجراميةومسؤولة عن الانفلات والفوضى الجارية في البلاد ، زد على ذلك كثرة الأسلحة والمخدرات والتعود على القتل سواء في الحروب أو غيرها من المجازر وعدم وجود رقابة شعبية ولا تأثير من المجتمع الذي تحصل هذهالحوادث أمامه دون تدخل ، فالمخطوفون يحتجزون في بيوت وليس في السماء وهذه البيوت ينبغي أن تكون معروفة للناس، الذين حتى لو عرفوا، فانهم أما ان يكونوا خائفين من رد فعل العصابات عليهم ، أو متواطئين لأسباب القرابة والارتباطات العشائرية وإذا قدر أن يبقى المجتمع ساكنا وسلبيا ويردد مخططات المؤامرة الكبرى على الوطن فقط، فلن يجد أحد من يزرقه بإبرة بعد الآن.