السبت، 4 يونيو 2011

الاسلام في الحقبة السوفيتية

أرست ثورة أكتوبر 1917 اسس التغييرات النوعية في حياة مسلمي روسيا التي تحولت في عام 1922 الى الاتحاد السوفيتيِ وكانت السلطة الجديدة تتمسك في الوقت نفسه انطلاقا من حاجاتها ومعتمدة على مبادئها الأيديولوجية الخاصة تجاه الاسلام والمسلمين ببعض المبادئ المصاغة في عهد الامبراطوريةِ وتميزت سياسة السلطة الجديدة بادئ ذي بدء بالازدواجية. فهي من جهة راقبت بحزم الاقاليم الاسلامية التي كان المطلوب ضمها في اقرب وقت الى عملية اعادة بناء البلد الاقتصادية والاجتماعية والسياسيةِ ومن جهة أخرى " سمح " للمسلمين (وليس في كل مكان) بالتمسك بنمطهم التقليدي الخاص واتباع قواعد الحياة اليومية التي اعتادوا عليها. وهذا الموقف كان واضحا في تركمانستان وبدرجة اقل في القوقاز.
أما المناطق الاسلامية الواقعة على نهر الفولغا فكان موقف البلاشفة من الاسلام متطابقا مع موقفهم العام من الدينِ ويغلب عليه نهج الالحاد الصريحِ ومن الممكن ان يبدو رأينا متناقضا في الظاهر، غير اننا نلمس الاعتراف غير المباشر بهذه الحقيقة من مسلمي مناطق الفولغا مثل التتار والبشكير الذين عاشوا قرونا عديدة ضمن قوام الدولة الروسية وكانوا يتمتعون بحق واحد (هو بكلمة أدق حرمان من الحق) في مسألة اعتناق دينهم سوية مع الشعوب السلافية التي اعتنقت الأرثوذكسية. وكان هذا الاضطهاد الديني السمة التي ميزت ثورة أكتوبر منذ أيامها الاولى وبناء على ذلك قسم مسلمي الامبراطورية الروسية تاريخيا الى مجموعتين ضمت " الاقرباء " و " الغرباء حتى الآن " في عهد البلاشفة. وسنترك في هذا الفصل ، قدر الامكان، حالة المسلمين في آسيا الوسطى وكازاخستان وسنركز اهتمامنا على مشاكلهم في حدود روسيا الاتحادية.
واذ نسلم بامكانية تصنيف سياسة السلطة الدينية في الحقبة السوفيتية الى مراحل، يكون من الضروري معرفة خصائص هذه السياسة: كيف كانت تنفذ باستخدام اساليب القسر وأين كانت تميل لحلول الوسط بين الأيديولوجية والشيوعية والطقوس الدينية.
وكان يلاحظ التمييز في موقف السلطة السوفيتية من الاسلامِ حيث كان موقفها اكثر تشددا في المناطق التي تدخل في قوام روسيا الاتحادية عن تلك الواقعة في آسيا الوسطىِ (يمكننا ملاحظة ذلك في كل أحاديث زعيم البلاشفة فلاديمير لينين المرتبطة بتركمانستان او البلاد المستعمرة مثل الفلبين والهند).
وشابه نظام الرقابة الحزبية على أجزاء الدولة المختلفة الموقف السياسي ايضا. فكان مكتب الحزب الشيوعي الروسي (البلاشفة) في القوقاز وآسيا الوسطى يشرف على القوقاز وآسيا الوسطى وكانت الادارات المحلية تشابه تلك التي كانت قبل عام 1917 وكانت تشرف على الوضع هناك بشكل غير مباشرِ بينما كانت الجمهوريات تأخذ الخصائص القومية والدينية بنظر الاعتبار أما التتار والبشكير والجاليات الاسلامية 'المبعثرة' فكانوا يخضعون لسيطرة المراكز المباشرة. وكان المركز يعتبرهم كـ "ملحق ما" للأثنيات السلافية ولم يحترم طقوسهم وتقاليدهم وفرائضهم الدينية.

المرحلة الأولى

وبدأت المحاولات العلمية ( حتى السوفيتية ) لتمييز مراحل العلاقات المتبادلة بين السلطة والإسلام في السبعينات فقط . وأصحاب الفضل في هذه المحاولات هم سعيدباييف ( الإسلام والمجتمع ، موسكو ، 1978 ) وكريموف ( الشريعة وجوهرها الاجتماعي ، موسكو ، 1978). وحاولت هذه المؤلفات تقسيم سياسة السلطة الدينية الى مراحل اعتمد مؤلفوها في الغالب على نموذج آسيا الوسطى التي كان موقف السلطة السوفيتية حتى في ظروف السيطرة الأيدلوجية يتميز بالازدواجية .

تشمل المرحلة الأولى السنوات السبع أو الثماني الأولى من إقامة السلطة السوفيتية . وكان يجري في هذا الوقت إقرار نمط العلاقات بين الإسلام والدولة . ولم تنحصر مهمة البلاشفة الاستراتيجية في المرحلة الأولى في إخضاع المسلمين لهم فحسب ، بل في إيجاد لغة مشتركة معهم أيضا وفي جعل المسلمين حلفاء لهم في الصراع مع العدو الداخلي المتمثل بحركة البيض . وكذلك في تحقيق هدفهم الاستراتيجي بنشر الثورة العالمية في الشرق . واحترام الإسلام بشكل ظاهري كان لكسب ثقة المسلمين في بادئ الأمر . وليس من الصدفة الإشارة التي حملها نداء لينين في 20 نوفمبر 1917 " الى جميع المسلمين الكادحين في روسيا والشرق " بان " عقائدكم وتقاليدكم ومؤسساتكم القومية حرة منذ الآن ولن يُعتدا عليها ولن تمس حرمتها " .

ومع ذلك كانت للبلاشفة جميع الأسس للخوف من عدم تنبؤ سلوك المسلمين الذين استفادوا من الفرصة المواتية للتخلص من سيطرة الإمبراطورية الروسية . وظهرت هذه المخاوف في رسالة لينين الى أحد رفاقه زينوفييف التي أنذره فيها بضرورة مراعاة الحيطة تجاه مسلمي تركمانستان و " اكتساب ثقة المحليين ، اكسبها مرة وثلاث وأربع .. "

وكانت السياسة القومية للسلطة السوفيتية تساعد على كسب ثقة المسلمين لأنها أمنت إنشاء الكيانات القومية الرسمية في أراضي روسيا الاتحادية السوفيتية الاشتراكية وأعطتها ( ولو بالأقوال ) حقوقا واسعة . واستجابت هذه السياسة في تلك الأوقات تماما للعقليات القومية الديمقراطية لمسلمي روسيا والتي كانت تحلم بالحكم الذاتي والصلاحيات الواسعة لكل شعب .

وعملت السكرتارية الإسلامية التابعة لمفوضية الشعب ( الوزارة ) لشؤون القوميات ورابطة الجمعيات الثورية الإسلامية التي تأسست مطلع العشرينات والمؤتمر الإسلامي الدولي المنعقد في موسكو في عام 1921 وإيفاد المبعوثين الخاصين الى الأقاليم الإسلامية لنشر الأفكار الثورية فيها.

وكانت كل هذه المنظمات تسعى الى تحويل المسلمين الى " ثوريين " يرون فيهم البلاشفة احتياطي النضال ضد الإمبريالية . ويعتقد الباحث الإسرائيلي مارتين كرامير عندما تحدث عن سعي البلاشفة لجذب المسلمين الى صفهم بأنهم ساروا في نفس طريق الإمبراطورية العثمانية التي ناضلت من أجل " تفوق الإسلام " وان " وعد الاتحاد السوفيتي بمواصلة هذا النضال ولو بشكل مغاير انطلى على المسلمين لوقت معين " .

وتجسد السعي لجذب المسلمين في التعاون المضاد للإمبريالية فيما بعد في السياسة السوفيتية في الستينات - الثمانينات في الشرق الأدنى والأوسط . ونقصد تأييد المسلمين العرب في نزاع الشرق الأوسط والنضال المعادي للاستعمار في شمال أفريقيا . وكانت القيادة السوفيتية تعلق آمالا معينة في السبعينات - الثمانينات على معاداة الإمبريالية على الراديكاليين الإسلاميين بزعامة آية الله الخميني في إيران .

وحفزت أحداث عام 1917 نشاط المسلمين السياسي . وبدا بعد ثورة فبراير في روسيا بأن " مختلف الأجناس في البلد على وشك حل مسألة نظامهم الاجتماعي والاقتصادي والقومي والسياسي والروحي " ( أ . يونوسوفا الإسلام في باشكيريا ) . فخلال عدة شهور نشطت المنظمات السياسية الإسلامية المؤسسة مطلع القرن ونشأت منظمات جديدة مثل : حزب شباب بخارى ، الحزب الأذربيجاني " مسوات " ، حزب الاتحاديين التركي والحزب الكازاخي " ألاش أوردا " وغيرها .

وبين التشكيلات الإسلامية في روسيا الوسطى ومناطق الفولغا كان القوميون الديمقراطيون التتار الأكثر نشاطا في تلك المرحلة . واحتلوا المواقف الرئيسية في معظم المنظمات الإسلامية بما في ذلك اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني الإسلامي لعموم روسيا وفي المنظمة التتارية " ميلي مجلس " ( المجلس الوطني ) و " ميلي إدارة " ( الإدارة الوطنية لتتار الفولغا وسيبيريا ) وفي " حربي شورو" ( اللجنة العسكرية الإسلامية لعموم روسيا ) . وطالبت التشكيلات التتارية البشكيرية في مؤتمر الجامعة الإسلامية الأول المنعقد في موسكو في مايو 1917 بمنح الحكم الذاتي خارج سيطرة روسيا للأراضي التي يسكنها المسلمين وحل قضيتها وفق القانون الدولي . وتقدم الراديكاليون الإسلاميون في المؤتمر العسكري الإسلامي الثاني لعموم روسيا المنعقد في يناير 1918 باقتراح إنشاء ولايات الفولغا - أورال كما يسمونها وأدخلوا فيها ما عدا محافظتي أوفا وقازان بعض الأراضي المأهولة بالمسلمين في محافظات فياتكا ، أورينبرغ ، بيرم ، سامارا وسيمبيرسك . وجرى الحديث عن تشكيل كيانات رسمية على أساس أثني ديني . غير إن هذه المطالب انحصرت فيما بعد بنتيجة ضغط السلطة المركزية لعاملة من خلال أنصارها في الأوساط الإسلامية بمنح حكم ذاتي على أساس قومي ثقافي .

وأثارت استقلالية القوى الإسلامية الاجتماعية قلق القيادة البلشفية . وترك مندوبو البلاشفة المؤتمر بقرار من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي ( للبلاشفة ) وأتهموه بالتحريض للـ " الشوفينية " التي " قد تؤدي الى تصادم دموي للديمقراطيتين الإسلامية والروسية " . وانشأ البلاشفة بهدف تحديد نشاط الريف الإسلامي غير المسيطر عليه من قبل الكرملين في يناير 1918 المفوضية المركزية للشؤون الإسلامية ( موسكوم ) والتي أصبحت في آن واحد هيئة لمراقبة نشاط المسلمين وجهازا لتعبئتهم لمصلحة السلطة . وكان الجزء الأكبر من أعضاء " موسكوم " ورؤسائها منحدرين من وسط المثقفين المسلمين الداعين الى تحديث المجتمع والمؤيدين ثورة أكتوبر وإضفاء النمط الأوربي على حياة المسلمين . وأنشأت فورا بعد " موسكوم " الروسية مثيلات لها في كل المحافظات التي تسكن فيها أقلية إسلامية متراصة . واعترف المؤرخون السوفيت بأن وضع القوانين والقرارات الجديدة كان " تطبيقا يناسب الخصائص القومية الشرقية " . وأجري عملا دعائيا كبيرا لمهمات " موسكوم " المركزية وفي المحافظات .

عين ملا نور وحيدوف رئيسا لـ " موسكوم " ودخل في هيئة رئاستها مير سعيد سلطان غالييف السياسي الإسلامي والكاتب الاجتماعي المعروف وذو الشان في ذلك الوقت ( عمل لبعض الوقت مساعدا لستالين في مفوضية شؤون القوميات وكان فيما بعد قبيل اعتقاله الأول في 1923 رئيس لمجلس مفوضي الشعب في تتاريا ) . كان سلطان غالييف واثقا بأن المسلمين سيحققون الاشتراكية بطريقتهم الخاصة . وإن التصورات الإسلامية عن تكوين المجتمع من النواحي الاقتصادية والسياسية لا تتعارض من حيث المبدأ مع الإرشادات الماركسية المعروفة . وركز في غضون ذلك على تشابه التصورات عن العدالة في الفكرين . ورأى سلطان غالييف قوة الإسلام بما يمتلك من " طابع الدين المضطَهد والمدافع عن نفسه في عيون المسلمين أنفسهم " مما يؤكد التعاليم البلشفية التي تريد أن يتحول الشرق الى البؤرة الرئيسية للثورة العالمية . وأصبحت هذه الفكرة الأكثر إلحاحا بعد انهيار ثورتي المجر وألمانيا وساعد في تنميتها النضال المعادي للاستعمار في الشرق الأدنى والأوسط .

كان نشاط سلطان غالييف وتابعيه ينحصر في مناطق الفولغا والجالية التتارية في روسيا . أما تركمانستان والقوقاز فلم تكن شعبيته فيهما كبيرة . ومع ذلك يعتبر عمليا المؤسس الرئيسي لفكرة الانسجام بين الشيوعية والإسلام التي كانت تبعث الأمل في تعبئة المسلمين لبناء الدولة الاشتراكية الجديدة .

ومن جهة أخرى ، نرى في نموذج اعتقادات سلطان غالييف ومصيره الشخصي ماهية خطط البلاشفة الحقيقية حيال الإسلام في روسيا وموقفهم البراغماتي من الدين في المجتمع .

وكانت حسابات البلاشفة السياسية باندفاع الإسلام الثوري تعد تناقضا صارخا مع أفكارهم الإلحادية التي أقبلوا على تجسيدها في شهور حكمهم الأولى . يجري الحديث عن مراسيم مجلس مفوضي الشعب ( الحكومة ) المتخذة في يناير 1918 " عن فصل الكنيسة عن الدولة والمدرسة عن الكنيسة " وكذلك عن نقل المسائل المرتبطة بنشاط المسلمين الديني الى مفوضية الشعب لشؤون القوميات . ووضعت بذلك السيطرة الإدارية المباشرة على حياة المسلمين في روسيا . ووفق هذه المراسيم حرم الأشخاص من تأسيس منظمات دينية وألغيت الأقسام المالية والأيدلوجية من الإدارات الدينية العاملة ( دور الإفتاء ) . وأدت هذه القرارات الى رفع الحصانة عن دور الإفتاء لمسلمي روسيا وحرمت من مساعدة المسلمين وأدت الى غياب دورها التنويري . وحاولت هذه الإدارات التي تأسست بعد ثورة 1917 إقناع موسكو بالتخلي عن بعض هذه القرارات التي ألحقت الضرر بالشعوب الإسلامية . وأشار رجال الدين المسلمين بأن " المرسوم الخاص بفصل الكنيسة عن الدولة صحيح وضروري بالنسبة لروسيا . أما بالنسبة الى الشعب التتاري الأمي والمشتت فلهذا المرسوم آثار عكسية .. " .

وبالرغم من إن المراسيم شملت جميع الأديان ، الا انها وجهت في السنوات الأولى أساسا ضد الأرثوذكسية . ونوافق مؤلفي مجموعة " كنيسة الروم الأرثوذكس الروسية والدولة الشيوعية في الأعوام 1917 -1941 " الذين تناولوا " موقف السلطة الجديدة السلبي الشديد من الدين التقليدي في الشطر الأوربي من روسيا وبالمقام الأول الأرثوذكسية " .

وكانت ظاهرة الإلحاد التي حاولت السلطات إرسائها ذات طابع أخف في الأقاليم الإسلامية . لا سيما وأن الكثيرين في القيادات المحلية انحدروا بالأساس من وسط إسلامي محافظ واستمروا باحترام التقاليد . وزد على ذلك اعتبر من الخطر للغاية في ظروف الحرب الأهلية و بعد انتهائها مباشرة إثارة استياء المسلمين الذي كان جزئهم الفعال يرتبط بمجيء البلاشفة ويعطي الضمان على تأمين المستقبل .

وقام البلاشفة في الأشهر الأولى من سلطتهم بعدة أفعال ساعدت بلا شك على كسب المسلمين . فمثلا اتخذ مجلس مفوضي الشعب في ديسمبر 1917 قرار برد النسخة الفريدة لـ " مصحف عثمان " للمسلمين . وبعثت هذه النسخة بأمر من محافظ تركمانستان أ . كاوفمان الى بطرسبورغ لحفظها في المكتبة العامة الحكومية . واستعاد التتار في بداية 1918 برجهم المشهور " سويومبيكي " في قازان . ورد للبشكير خان " كرافان - سراي " في أورينبورغ وأعيدت بعض الآثار التاريخية والبنايات الدينية الأخرى .

وأثر ذلك على مواقف الكثير من رجال الدين الذين رفعوا شعار " من أجل السلطة السوفيتية والشريعة " بعد أن رأوا استعداد السلطة السوفيتية للتعاون مع المسلمين ورحبوا بفكرة صهر التعاليم الشيوعية والإسلامية في المجتمع . وانتشرت حركة " الشرعيين الحمر " التي أيدها ستالين في شمال القوقاز وداغستان وكابردينا والشيشان حيث ساعدت على إنشاء المحاكم الشرعية . وحدث الشيء نفسه في تتاريا . وأشار أحد الزعماء السوفيت سيرجي كيروف في مؤتمر ممثلي الجمهوريات الجبلية الى ما يلي : " إذا أردتم أن تحاكموا وفق الشريعة فهذا شأنكم خاصة إذا كان شكل المحاكمة مفهوما للشعب " . وساعدت المحاكم الشرعية التي كانت تحل قضايا لا تتعارض مع التشريع السوفيتي على توطيد الاستقرار الاجتماعي والسياسي في البلد .

ولكن لم يؤيد كل رجال الدين أصحاب النفوذ البلاشفة . فمثلا ، شكل المفتي غالمجان بارودي وحدات إسلامية خاصة في الجيش الأبيض للأميرال كولتشاك . ونعرف حالات التعاون بين رجال الدين المسلمين والأرثوذكس المنصبة لمواجهة نشاط السلطة المعادي للدين ومحاولات فرض الأيدلوجية البلشفية . فمثلا ، أحرز الواعظ الأرثوذكسي المعروف أنطوني الفوز في " المناقشات المعادية للدين " التي نظمت في مدينة أوفا في عام 1923 . واستقبل الملالي المحليين هذا الخبر بسرور علني . وشكل رجال الدين المسلمون والأرثوذكس " الجبهة الواحدة " في تتاريا ( مدينة أرسك ) في مناقشاتهم مع الملحدين .

لكن علاقة السلطة السوفيتية مع الإسلام في السنوات الأولى بالمقارنة مع السنوات التالية تعتبر نوعا من " شهر العسل " . وفي كل الأحوال كان لجزء من المسلمين رغبة مخلصة للتعاون مع السلطة الجديدة بعد التخلي عن فكرة روسيا الواحدة التي لا تتجزأ وتصريحات البلاشفة الجهورية عن التضامن مع الشعوب المضطهدة وبفضل السياسة القومية الجديدة المعلنة من قبلهم والتي اعتبرتها الأقليات القومية أكثر فعالية من نهج الإدارات السابقة . وفي جوهر الأمر سيطرت فكرة تحويل البلد الى اتحاد على الأيدلوجيا الرسمية بعد عام 1917 في وقت كان الحديث هذا يعتبر أقرب الى الوهم .