الأربعاء، 8 يونيو 2011

الرؤية الروسية لما حصل في 11سبتمبر

هل كان ظهور بوتين كأول زعيم في العالم في التلفزيون للتعزية فقط؟
الرادارات الروسية عملت بطاقتها القصوى باتجاه الولايات المتحدة
والشرق الأوسط والخليج العربي
حصاد الأرباح والخسائر الروسية الناجمة عن الثلاثاء الأسود
بوتين أمر بوقف أوامر الاستعداد للحرب التي فرضتها آليات الدمار الشامل
اليمين الروسي مع ضرب كل البلدان التي 'تؤوي الإرهاب' بغض النظر عن نتائج التحقيقات
كيف تحولت وسائل الإعلام الروسية إلى مذياع إسرائيلي صرف في اليومين الأولين من المحنة الأميركية؟
ما حقيقة تحذيرات موسكو لواشنطن حول التفجيرات؟
ما هي الشروط الروسية للتحالف مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب؟
إلى أي مدى ستذهب موسكو مع واشنطن في حربها الطويلة والعسيرة ضد الإرهاب؟
هل توسع روسيا نطاق عملياتها الحربية على هامش الحرب الأميركية المضادة للإرهاب؟
إجماع روسي على أن القوة وحدها لا تحل المشكلة
التعثر كان ميزة كل اللقاءات الروسية ـ الأميركية الخاصة بمناقشة الأزمة الأفغانية والسبب انحصر في كلمة واحدة دائما: طالبان!
تكليف الاستخبارات الروسية باستخدام كل إمكاناتها لمتابعة الوضع
هل خطط الشيشانيون لسيناريو مشابه في موسكو؟
انفجارات واشنطن ونيويورك جاءت بعد عامين بالضبط من انفجارات موسكو
موسكو تعطي الاولوية لسد القنوات المالية للارهابالولايات المتحدة اعترضت على المشاركة مع روسيا لضرب أفغانستان منذ عامين
روسيا خططت لضرب أفغانستان وربما باكستان منذ صيف 1999
يوم النار في الولايات المتحدة حرر يد موسكو في الشيشان وذلك
ما أكده بوتين منذ اللحظات الأولى

انتظرنا ظهورهم من الجنوب وإذا بالجيوش تزحف من الشرق
الكسندر بوشكين


كانت موسكو الرسمية والأمنية تعد نفسها جيدا لمواجهة الطوارئ بمناسبة مرور سنتين على بداية الحرب الشيشانية الثانية وتفجير البيوت السكنية التي راح ضحيتها أكثر من 500 شخصِ وأعد جدول زمني لتوزيع بيوت جديدة على المتضررين الأحياء لإضفاء طابع أكثر بهجة في مناسبة شديدة القسوة، عميقة الحزنِ وفي أيام سبتمبر الأولى أيضا كانت المراحل الأخيرة لانتشال جثث البحارة المغدورين في الغواصة كورسك تسير 'وفق الخطة' التي حددت ويا للصدفة يوم 11 سبتمبر موعد للسماح لكل الصحافيين الراغبين في نقل الأحداث للتوجه الى مكان الحادث المأساويِ
غير أن خبرا صاعقا هز العالم في هذا اليومِ وحسب مصادر عسكرية روسية فأن خطرا جسيما خيم على الكون خلال الساعة الأولى من المأساة الأميركيةِ وانحصر هذا الخطر في أن القوات المسلحة الأميركية أعلنت حالة التأهب القصوى بما في ذلك الاستعداد لاستخدام السلاح النووي لصد الهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن، حسب المصادر نفسهاِ وتزامن ذلك مع حالة تأهب أقل درجة في روسيا بسبب المناسبة أعلاهِ
مقابل هذه التطورات، لا يمكن للآلية الروسية (السوفيتية) التفرج على التلفزيون لاتخاذ التدابير الجوابية، ولأن رد الفعل الروسي محكوم بجملة من العوامل التكنيكية المعقدة للغاية، فقد وضعت موسكو العسكرية كل قواها الاستراتيجية وهي: الدفاع الجوي والفضائي والقوات الجوية والبحرية (بما في ذلك الغواصات الحاملة للصواريخ الباليستية) والقوات الاستراتيجية (الصواريخ عابرة القارات والنووية وكل ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل) في حالة استعداد قصوىِ
ولم يدرك بلايين البشر الملتصقين بذهول أمام شاشات التلفزيون ولم يشأ أي أحد بعد ذلك حتى التفكير بأن أي استفزاز ولو من باب الخطأ بين روسيا والولايات المتحدة، وعلى الأقل كان يمكن لأي التباس تكنيكي يحصل على خط المواجهة النووية والصاروخية بين القوتين الكبيرتين أو أي انفلات للأعصاب من جهة ما أو دخول أحد المهووسين بطريقة ما على خط التماس الإلكتروني بين موسكو وواشنطن بواسطة فيروس ما أو سرقة شفرة أو أي شيء من هذا القبيل والذي لم يعد مستبعدا بعد الآن، أن يحرم البشرية من دقيقة إضافية للبقاء على قيد الحياةِ
لم يحدث المكروهِ وحسب المصادر العسكرية الروسية، بسبب توقف حالة الاستعداد القصوى للحرب 'في مرحلة لا ندريها' (!!)ِ ويفسر خبير روسي في الاستراتيجية العسكرية هذه 'الصدفة' التي أبقتنا على قيد الحياة بأن وقف حالة التأهب القصوى للحرب جاء من قبل فلاديمير بوتين فور اجتماعه مع 'أركان المؤسسة الأمنية'ِ حيث تراجعت هيئة الأركان الروسية بعد هذا الاجتماع عن إرسال الغواصات النووية الحاملة للصواريخ الباليستية للتوجه الى البحار ونشر القوات الاستراتيجية البرية للصواريخ في مواقع معدة لإطلاقها وإقلاع المقاتلات الى مطارات الخط الأمامي في أطراف روسياِ وأكدت معلومات على أن شبكة الإنذار الروسية التي كانت تعمل كالمعتاد ب 30 % أو 50 % من طاقتها، استخدمت طاقتها القصوى وبالأخص الرادارات الموجهة الى الولايات المتحدة والشرق الأوسط والخليج العربيِ
وأصدر اجتماع الأركان الأمنية الروسية المذكور أمرا الى الاستخبارات العسكرية الروسية باستثمار كل إمكانياتها المتاحة لمتابعة ما يجري بما في ذلك إرسال سفن الاستخبارات الى البحار وإطلاق أقمار التجسس المرمية في المخازن حاليا لتصوير ما يحدث تفصيلا على الكوكبِ
وكان لظهور فلاديمير بوتين وإلقائه كلمة تعزية للقيادة والشعب الأميركي أثره الفاعل لإسكات 'البيروقراطية الإلكترونية' (الروسية والأميركية على السواء) وإرجاع الصواريخ الى محاجرها كهدف رئيسيِ ولم يكن الاستعجال في هذا إعلان رد الفعل الروسي بواسطة الرئيس وعبر التلفزيون بالصدفة أو لأغراض سياسية أو مأتميه فقط بطبيعة الحال، وكان لابد لظهور سريع لبوتين كقائد عام للقوات المسلحة الروسية لتهدئة الأعصاب و الأزرار على السواءِ
هنا أورشليم !
لولا العيب فقط لقالها أغلب مقدمي البرامج التلفزيونية عبر القنوات والمحطات الروسية المختلفة التي توالت تغطية الأحداث المريعة والتعليق عليهاِ وبدا ذلك واضحا خصوصا في اليوم الأول والثاني من الزلزال الأميركيِ وتسابقت الشخصيات الإسرائيلية من نائب رئيس الوزراء ناتان شارانسكي إلى بنيامين نتنياهو ومرورا برئيس الموساد السابق داني ياتوم والكثير جدا من شاؤول وأليعازر وشلومو لملء شاشات قنوات يفترض أن تكون روسيةِ ومن داخل روسيا لم تتح فرصة الحديث، إلا للوبي هؤلاء ومن اصطف معهم من رموز اليمين الروسي الذين لم يترددوا بنعت الإسلام والمسلمين والعرب بشتى الصفات وكانوا أكثر أميركية من الأميركان أنفسهم بمطالبتهم ضرب سوريا وإيران والعراق والجزائر والسودان وأفغانستان وغيرها من البلدان بغض النظر عن نتائج التحقيقاتِ
غير أن هذه الموجة سرعان ما انحسرت بفضل دخول الصف الأول من المحللين المرموقين على الخط، بالإضافة الى إعطاء الفرصة لخبراء العلوم السياسية والفلسفية والأثنية والتجسس والدفاع وغيرها للادلاء بدلوهم وتوضيح التباس القصدِ
لماذا؟
كان هذا السؤال الأكثر إلحاحا، وتنوعت إجابة الخبراء الروس عليه لكن الأسباب حصروها كالتالي:
ـ عقدة نقص نشأت عند الإسلاميين لأنهم فشلوا في تجسيد مشروعهم على الأرضِ
ـ التعصب الدينيِ
ـ الفوارق التنموية في المجال الاقتصادي والمعيشيِ
ـ المطالبة بتغيير النظام الاقتصادي العالميِ
ـ الامتعاض من القوة الأعظم وانفراد الولايات المتحدة بالسيطرة على العالمِ
ـ عدم التكافؤ بين الشحنة السلبية (الفقراء) والإيجابية (الأغنياء)ِ
ـ الصراع بين الشرق والغرب أو الشمال والجنوبِ
ـ تحطيم أسطورة البليون الذهبي وحفنة البلدان التي تستغل باقي العالمِ
ـ ضرورة أن يرى الأميركيون المآسي على أراضيهم طالما يغضون الطرف عما يحدث في العالمِ
ـ يجب أن يصدم الأميركيون في عقر دارهم لتصنع لهم هذه الصدمة القرار السياسيِ
ـ أن الولايات المتحدة ليست غولا صعب المنال ويستطيع أي شخص أن يطلق الرصاصة القاتلة في قلبهاِ
ـ إذا كان بناة الحضارة الجديدة يتحملون رؤية مقتل الأبرياء في شتى أنحاء العالم فعليهم انتظار الردِ
ـ الانحياز الأميركي لإسرائيلِ
ـ تحدي النظام العالمي الجديد وسياسة القطب الواحدِ
ـ الإرهاب وليد العنف والقوة المستخدمة في العلاقات الدوليةِ
من الفاعل؟
واحتل هذا السؤال المرتبة الثانية وجاءت تعليقات المختصين الروس كما هو موضح:
ـ لا يمكن لحكومات 'الدول المارقة' القيام بعملية من هذا النوع لأنها في غنى عنهاِ
ـ من الصعب جدا على أسامة بن لادن الموضوع تحت المراقبة المتواصلة وتعرف كل أجهزة المخابرات العريقة بما فيها الأميركية مكان تواجده، القيام بهذا العملِ وترجح هذه الأوساط أن يكون هو الآخر فوجئ بما حصلِ
ـ لا تستطيع المنظمات الفلسطينية المتطرفة تنفيذ العملية لأنها مراقبة بشدة من قبل إسرائيل ولا تملك الوسائل الكافية للقيام بعملية من هذا النوعِ فهي ليست حادثة تفجير، بل عملية حربية لم تشهدها أميركا من قبلِ
ـ لا تستطيع مافيا المخدرات تنفيذ العملية، فهي تخضع لرقابة لصيقة وبداخلها شبكة من المخبرينِ
ـ عدم امتلاك أجهزة المخابرات الأميركية لأي خيط يؤدي الى أن الفاعل أحد منظماتها السرية في الداخل يثير الشكوك في تورطهاِ
ـ لا يستبعد تورط ما يسمونهم 'النخبة المالية الدولية' لضرب الغرب بالعالم الإسلاميِ
ـ استبعاد تورط الأجهزة الأمنية لأي بلد إسلامي في الحادث لأسباب عديدةِ
ـ كل الأدلة التي تقدمها الولايات المتحدة اليوم وفي الأسابيع القادمة تحتمل اتجاهين: الأول هو وقوعها في تضليل متعمد للمنفذين لجر المحققين وراء خيط مصطنع (مسألة الكراس التعليمي لقيادة الطائرات باللغة العربية والقرآن)ِ والثاني: تضليل متعمد للأجهزة الأميركية الخاصة لمداراة فشلها في منع وقوع الكارثةِ
ـ يرى الخبراء الأمنيون الروس بأن الاحتمال الأغلب هو: 1 ـ ينتمي المنفذون الى تنظيم ديني مغلق جداِ 2 ـ من المستحيل معرفة أي شيء عن هذا التنظيم لأن الأغلبية العظمى من أفراد جماعته لقيت مصرعها والعثور على البقية صعب للغايةِ 3 ـ لم يتسن للأجهزة الأميركية الخاصة منع وقوع العملية لأن المنفذين أصلا لم يعلموا بتفاصيلها إلا في اللحظات الأخيرة (في المطار مثلا)ِ ووضح أحد الخبراء الروس ذلك بأن هذا النوع من العمليات يتطلب سرية فوق المطلقة، لهذا السبب يرى أن الطيارين الانتحاريين فقط كانوا على علم بالأهداف والطريقة التي ستنتهي بها العملية وليس بالضرورة ان جميع الخاطفين على دراية بالأمرِ 4 ـ عدم مقاومة الركاب بالرغم من علمهم بمصيرهم المحتوم لحملة السكاكين البلاستيكية المزعومة يدلل على أنها لم تكن سكاكين ولا بلاستيكية، بل أن المجموعة كانت مجهزة بأسلحة كافيةِ يشير ذلك الى حدوث تواطؤ واضح لأجهزة ما في المطارات لتمرير الخاطفينِ 5 ـ إماطة اللثام عن محتويات الصناديق السوداء يؤكد أن القيادة الأميركية تعرف الآن ما الذي حصل داخل الطائرات المنكوبة وربما تعرف المنفذين جيدا وجنسياتهم، لكن لغاية ما تخفي ذلك لحين تنفيذ حربها اللابد منها في كل الأحوالِ
في مجال الأمن أيضا
وكرر اكثر من مسؤول أمني روسي، السابقين والحاليين مثل رئيس المخابرات الروسية نيكولاي باتروشيف بأن موسكو حذرت واشنطن مرارا من احتمال تنفيذ عمليات إرهابية واسعة النطاق وموجعة على الأراضي الأميركيةِ وحسب قوله فأن الأميركان 'لن يعيروا لكلامنا وتحذيراتنا أي اهتمام'ِ
وكان بالإمكان جدا وصف تصريحات رئيس المخابرات الروسية بالمبالغ بها جدا لو ظهر مسؤول أمني أميركي واحد وعلق عليها بالنفي أو حتى الإيجابِ غير أن الصمت الأميركي حيال ذلك يثير أسئلة كثيرة، كتلك التي تحملها الصناديق السوداء المبهمةِ
يذكر أن الزعيم الشيشاني الراحل جوهر دوداييف (وهو جنرال طيار) أول من نبه الى هذا النوع من الهجمات الانتحارية بواسطة الطائرات خلال مقابلة أجرتها معه إحدى القنوات التلفزيونية التركية في عام 1995 بقوله: 'أتمنى أن أقود طائرة وأصل بها الى موسكو وأفجرها بنفسي فوق الكرملين'ِ وأعاد هذا التحذير وزير الإعلام الشيشاني حينذاك مولدي أودوغوف بعد اغتيال دوداييف وفي الحرب الشيشانية الحالية أيضاِ وأكد رئيس المخابرات الروسية بأن الأجهزة الخاصة أخذت هذه التحذيرات على محمل الجد وتم 'إبلاغ الأميركان' بهذا النوع من العملياتِ
يذكر أن الروائي توم كلينسي قد سبق دوداييف وباتروشيف بتحذير الأميركان عندما ألقى بطل إحدى رواياته بطائرة البوينغ على مبنى الكونغرس، ناهيك عن الكثير من أفلام هوليود التي عرضت مثل هذه السيناريوهات الجهنميةِ
معا ضد الإرهاب
ويأتي الحديث عن الإرهاب في المرتبة الثالثة بعد السؤالين لماذا ومنِ وهذه ال 'معا' لم يتردد أي مسؤول أو غير مسؤول روسي من تكرارهاِ وهي تمتلك من المطاطية بحيث لا تسعها كل مراكز مكافحة الإرهاب التي لم يخل بيان قمة في السنوات العشر الأخيرة من الدعوة لتشكيلها، ومع ذلك لم يشكل أي مركز موحد للإرهاب، بل لم يعقد أي مؤتمر جاد لمعالجة هذه القضية، عدا مؤتمر شرم الشيخ الذي كانت دوافعه مختلفة ومعروفة جداِ
ولموسكو مفهومها الخاص للإرهاب، ولم يفت الرئيس بوتين الإشارة الى ذلك حتى وهو يقدم التعازي للأميركان مذكرا إياهم 'قلنا منذ سنتين بأننا نواجه الإرهاب الدولي وشكك البعض في هذه الأقوال' مضيفا 'أن ما حصل في الولايات المتحدة يؤكد مرة أخرى على حيوية الاقتراح الروسي بتوحيد جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب ووباء القرن الحادي والعشرين' وأن 'روسيا لا تعرف بالمراسلة ماذا يعني الإرهاب'ِ وأكمل وزير الخارجية ايغور ايفانوف هذه العبارات بعد ساعات: 'لقد اقتنع الجميع الآن بأن أي بلد سيكون هدفا للعدوان من قبل الإرهابيين الدوليين'ِ
وفي غمرة انشغال العالم بالمأساة الأميركية، انطلقت المقاتلات الروسية منذ فجر 12 سبتمبر لتدك المواقع الشيشانية طوال اليومِ
توسيع نطاق الحرب
وتطورت الأوضاع في القوقاز الى حد تنبيه الخارجية الروسية بتوسيع العملية العسكرية المضادة للإرهاب لتشمل الأراضي الجورجية بعد دعوة اليميني بوريس نيمتسوف إجراء عملية ضد المقاتلين الشيشان في جورجيا حتى بدون موافقة السلطات الجورجية لأن الجيش الجورجي ضعيفِ
وتؤيد جورجيا وجود المئات من المقاتلين الشيشان في منطقة زالنجيخ ووادي كودور، ولأن المنطقتين تقعان في الشريط الأبخازي الوحيد الذي لا تسيطر عليه سوخومي عاصمة ما تسمى جمهورية أبخازيا، فلا يستبعد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي الجورجي غيورغي باراميدزه أن يقوم هؤلاء بعمل استفزازي ضد جورجياِ وكانت مجموعة من الشيشان قد انتقلت من وادي بانكيس الى غرب جورجيا بمعرفة القيادة الجورجية، وهناك من شاهد دخول نحو 600 مقاتل شيشاني الى وادي كودور، الأمر الذي يهدد جورجيا بضربات من روسيا والشيشان على السواء، وهو توسيع واضح لنطاق العمليات الحربية الأميركية في أفغانستانِ
وبالرغم من إعلان القيادة الجورجية تضامنها الكامل مع الولايات المتحدة وموافقة وزير الدفاع الجورجي غيلا بيجواشفيلي على إتاحة القواعد العسكرية الموجودة على أراضي بلاده لخدمة الولايات المتحدة إذا طلبت ذلك، إلا أن روسيا ترى في ذلك تناقضا عمليا، طالما ترعى جورجيا ما تسميهم موسكو 'الإرهابيين'ِ
شروط موسكو
غير أن مفاهيم موسكو وواشنطن لهذه الكلمة السيئة 'الإرهاب' تتقاطع بشكل يمكن توضيحه، بالإضافة الى أن شروط موسكو للدخول في تعاون مع الولايات المتحدة أو غيرها لمكافحة الإرهاب يمكن حصرها بسهولة كالآتي:
سد القنوات التي يتم عبرها تمويل التنظيمات المتطرفة والتشكيلات المسلحة واتخاذ كافة الخطوات العملية لتنفيذ ذلكِ
ينبغي أن توضع التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدةِ
للأمم المتحدة وحدها الحق في اتخاذ هذا القرار أو ذاك بشأن تحديد مصدر الإرهاب وتنفيذ العقوبات اللازمة وفق ميثاقهاِ
وضع أساس قانوني للتعاون في مكافحة الإرهاب لتكون العمليات أكثر تحديدا وفاعليةِ
لا يمنح الإرهابيون أي رحمة أو تساهلِ
تنسيق شامل وكامل يتعدى إطار تبادل المعلوماتِ
وقف سياسة المعيار المزدوج في الحديث عن الإرهابِ
إعادة النظر في نظام انتشار أسلحة الدمار الشاملِ
إعادة النظر بالنظرية العسكرية الأميركية والتخلي عن مبادرات حرب النجوم ونظام الدفاع المضاد للصواريخ فالتهديد لم يصل الى الولايات المتحدة من 'الدول المارقة'ِ
توجيه الأموال المقررة لنظام الدفاع المضاد للصواريخ وتوسيع الناتو نحو الشرق لمكافحة الإرهابِ
عدم انفراد بلد ما في اتخاذ وتنفيذ القرارات المخصصة لمكافحة الإرهاب ويعد ذلك من اختصاص مجلس الأمنِ
حل النزاعات وتصفية البؤر الساخنةِ
القوة وحدها لا تكفيِ
وهكذا فإن التجارب أثبتت أن كل المحاولات السابقة لإرساء تعاون فعال بين الاستخبارات والأجهزة الأمنية للولايات المتحدة وروسيا انتهت بالإعراب عن الموافقة المبدئية على العمل المشترك، كما يحصل الآن في أوج الانفعال، ولم تصل الأمور الى أبعد من ذلك لعدة أسباب يختصرها أوليغ نيتشيبورينكو رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الروسي بقوله: 'لدى كل دولة تعليماتها وقوانينها الخاصة والاستخبارات تتبع السياسيينِ وحتى بين استخبارات دول الناتو ليس هناك ثقة تامة، لأن المنافسة التكنولوجية والتجسس الصناعي والمصالح في المناطق والعلاقات السرية مع الأنظمة المشتبه في تورطها بتمويل الإرهاب تبقى من الأمور الملحة في العلاقات'ِ
مبادرات روسية
بدأت روسيا بتنفيذ جملة من الإجراءات للتحسب من قيام أعمال إرهابية على أراضيها مثل منع التحليق على طائرات التدريب ومنع تحليق الطائرات الصغيرة وإبعاد تحليق الطائرات العسكرية عن المدن الكبرى والقيام بمناورة أطلقوا عليها 'الذرة 2001' مهمتها حماية المدن الكبيرة والمراكز الصناعية ومراكز الطاقة النووية والكهربائية والمطارات ومحطات السكك الحديدية ومراكز تجمع المواطنين من العمليات الإرهابية، تقوم وحدات 'فيمبل' التابعة للمخابرات الروسية بتنفيذهاِ
ودعت موسكو أيضا لعقد مؤتمر دولي تحت شعار 'المجتمع الدولي ضد الجريمة والإرهاب الشامل' في الشهر المقبل، وافقت 30 دولة على المشاركة فيه حتى الآنِ
هل ستطعم روسيا 'النسر النبيل'؟
نتيجة التوتر والاندهاش الشديد على ما يبدو أطلق الرئيس فلاديمير بوتين في الساعات الأولى من الكارثة تصريحا جاء فيه بأن روسيا 'تقدم كل إمكاناتها لمساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب'ِ
غير أن حدة هذا التصريح خفتت بشكل واضح، ويرجح أن وزير الدفاع سيرغي ايفانوف لعب دورا في تخفيف حماسة الرئيس ربما غير المحسوبة بإطلاق تصريح أعاد كل شيء الى موضعه السابق: 'لن نسمح لأي قوات لحلف شمال الأطلسي التواجد في بلدان رابطة الدول المستقلة تحت أية ذريعة'ِ وشدد بالقول: 'ان ذلك سيكون واضحا للجميع عندما يعقد لقاء وزراء دفاع الرابطة في 26 سبتمبر لمناقشة مسائل مكافحة الإرهاب'ِ
وللإنصاف، فإن الولايات المتحدة لم تقدم أي طلب لأي بلد عضو في الرابطة 'المستقلة' لتقديم تسهيلات أو قواعد أو لأغراض التعبئة والتموين وغيرها من الأمور التعبويةِ وهذه القضايا انتشرت في الصحافة فقطِ في حين كان الأميركيون منشغلين في إطفاء البنتاغون وترتيب ما تبقى منهِ ولم يطلبوا من روسيا المساعدة، وعلى الأرجح لن يطلبوهاِ وسيقتصر الأمر كما حدث في حرب تحرير الكويت على ما يمكن تسميته 'اتفاقا سياسيا'، فالأميركان لا يحتاجون الى المساعدة الروسية بقدر حاجتهم الى عدم إعاقة روسيا لهم في تنفيذ مخططهمِ ولن يخبر الأميركان الروس بموعد تنفيذ عملياتهم الحربية حفاظا للسرية وخشية من تسربها كما حدث في عمليات حربية سابقةِ
ويفهم الروس الأعمال الحربية الأميركية المتوقعة بأنها مبنية على أساس الثأر على حد تعبير رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما ديميتري روغوزين، الذي قال إن هذه الأعمال 'إذا لم تتم فإن إدارة الرئيس بوش ستزول'ِ
وهكذا يمكن حصر الاعتراضات الروسية و الموقف الروسي بشكل عام من طيران النسر الأميركي النبيل بما يلي:
الضربات ستوجه الى المفهوم الأميركي للإرهاب الدوليِ
ستوجه الضربات قبل الاتفاق على صيغة محددة لتعريف الإرهابِ
الضربات سبقت التشريع الدولي لمكافحة الإرهابِ
لن توافق روسيا على توجيه الضربات للدول التي تعتبرها الولايات المتحدة راعية للإرهاب، لا سيما أن غالبية هذه الدول تعد من أصدقاء روسيا التقليديينِ
تعتبر روسيا توجيه الضربات الانتقامية واستخدام القوة وحدها لا يكفي لأن ذلك سيؤدي الى تفاقم الإرهابِ وتعتقد المصادر العسكرية الروسية بأن الولايات المتحدة ستضرب حتما 'مواقع إرهابية' في الأسبوع الأول من الحرب وليس بالضرورة لها علاقة بالهجمات التي تعرضت لها، خاصة ان التجارب أثبتت بأن التحقيقات قد تستمر أشهر أو سنواتِ وبعد الاتهام بالضعف الذي تعرضت له الإدارة الأميركية بعد تفجير المدمرة 'كول' في عدن وانتظار نتائج التحقيقات المتأنيةِ ومن جهة أخرى قد تساعد الضربة الانتقامية الجيش والمجتمع الأميركي على الاستفاقة من الصدمة التي داهمت الأميركيين الذين شعروا فجأة بأنهم بلا حمايةِ
موسكو لن تنسى
وليس في تاريخ بعيد، وتحديدا في 22 مايو 2000 تحدث مساعد الرئيس الروسي سيرغي يسترجيمبيسكي حول إمكانية ضرب 'قواعد تدريب المقاتلين الشيشان في أفغانستان'ِ ولم يكن هذا الإعلان الأول ولا الأخير في هذا الشأنِ فقبله قالها بوتين جهارا: 'روسيا ستطارد الإرهابيين في أي مكان في الكرة الأرضية وستدمرهم'ِ لذلك فإن المطاردة ستكون في كل مكان في الكرة الأرضية وليست في أفغانستان وحدهاِ وأعاد الشيء نفسه سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي ايفانوف (وزير الدفاع الحالي) قبل نهاية العام الماضيِ
بعدها غادر بوتين الى آسيا الوسطى واقتصرت مباحثاته على 'مكافحة الأصولية الإسلامية' والتي أعطت كل المقدمات لمعرفة ما ستحضر له موسكو لتطور الأحداث في الإقليمِ
وتبع التحضير الروسي لضرب طالبان تصريح مصدر في الكرملين بأن اصلان مسخادوف يتلقى الدعم المباشر من اسامة بن لادن وطلب الرئيس الشيشاني المساعدة المالية والعسكرية من طالبان التي وافقت على طلبهِ
وفي الوقت الذي كان فيه بوتين في طشقند اجتمع في مزار شريف اسامة بن لادن ورئيس حركة 'المجاهدين' الأوزبيك المعارضة لنظام كريموف جمعة نامانغاني والقائد العسكري لطالبان في الشمال خاميني وممثل أصلان مسخادوفِ واتفقوا على إقامة جبهة عسكرية واحدة وتحالف سياسيِ وتعهدوا بإيصال الأسلحة والرجال الى الشيشان عن طريق أذربيجان من قواعد في مزار شريف وكوندوزِ
وبعد أن توفرت هذه المعلومات للكرملين مع بعض القناعات السابقة جاءت عبارة يسترجيمبيسكي التي اختتم بها تصريحه المثير للجدل والقائلة بأن التدخل الروسي سيكون 'في حال إذا خيم خطر حقيقي على مصالح روسيا والدول الصديقة أو الشريكة المجاورة لأفغانستان'ِ
وهذه العبارة 'شفافة' للغاية: فمن الذي سيحدد هذا الخطر ومداه؟ وقد يكون سعي طالبان ل 'توحيد' الأراضي الأفغانية تحت لوائها الخطر الذي تقصده موسكوِ وقد تتهم كل الحركات الإسلامية في آسيا الوسطى بتورطها بعلاقات مع طالبان كما حدث الأمر مع الشيشانِ
وسيناريو تنفيذ المهمة الأممية رقم 2 في أفغانستان قديم وموضوع على رفوف المختصين في المخابرات الروسية منذ الانسحاب السوفيتي من هذا البلدِ وقد نفض الغبار عنه في أغسطس 1999 عندما أشار المسؤولون الروس بأصابع الاتهام إلى بن لادن في عمليات التفجير التي نفذت في موسكو وبعض المدن الروسية الأخرىِ وكانت هذه عبارة عن مقدمات لشن سلسلة من الهجمات الجوية والصاروخية على أفغانستان، غير أن الأمر تم تأجيله لما بعد 'نفض الأيدي الروسية' عن الشيشان والتفرغ تماما لطالبانِ
وعلم أن التدريبات على شن هذه الضربات أجريت في بعض القواعد الجوية الروسية لضرب قواعد طالبان في أفغانستان وباكستان منذ عام 1999ِ وكان انضمام باكستان في هذا السيناريو يشير الى عمق خطورتهِ خاصة وهي منضمة الى النادي النووي حديثاِ وهذا يعني حدوث أول مواجهة عسكرية في التاريخ بين دولتين نوويتينِ
وتحول السيناريو من مكاتب المخابرات الى سكرتارية مجلس الأمن القومي الروسي وليس وزارة الدفاع خشية من تدخل جنرالات الحرب السابقين في أفغانستان ونشره عبر وسائل الإعلامِ
وذكرت بعض المصادر بأن الموافقة على سيناريو 'عاصفة الصحراء الأفغانية' تم في اللقاء الذي جمع الرئيسين فلاديمير بوتين وإسلام كريموف في طشقند في مايو 2000ِ وبذلك خرجوا في هذا اللقاء باتفاق على دعم 'حركة الشماليين' الأفغان بقيادة أحمد شاه مسعودِ
وكلمة 'الدعم' تمت ترجمتها في هذا اللقاء كالتالي: تعتبر القوات الروسية رأس الحربة في عملية مساندة قوات مسعودِ ولإعطاء الأمر بعدا 'ديموقراطيا' أقنع بوتين (قبل زيارته الى أوزبكستان) مجلس الدوما بالتصديق على اتفاقيات التعاون العسكري والعسكري التكنولوجي مع أوزبكستانِ وهذا الاتفاق عبارة عن إيصال المزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية الحديثة الروسية الى أوزبكستان بهدف 'تطوير القوات الأوزبكية ووضعها في حالة استعداد لمجابهة التطورات اللاحقة' بالرغم من أن روسيا وأوزبكستان وقعتا 28 اتفاقية بهذا المجال لم تنفذ واحدة منها في عهد بوريس يلتسينِ ومع ذلك قال كريموف إنه 'لا يستبعد أن يستطيع الرفاق في الشمال الانتصار على الإرهابيين'ِ
وذكرت مصادر أن الكرملين استطاع التوصل مع الغرب الى حلول وسط بهذا الشأنِ وجزء من هذا السيناريو أن يطلق الغرب يد روسيا في الشيشان مقابل رأس بن لادنِ وبذلك يتحقق هدف روسيا والغرب: القضاء على الانفصاليين في الشيشان وإزالة وجع رأس الغرب من 'الإرهابي رقم 1' مستخدمين بذلك الآلة العسكرية الروسية خاصة بعد بروز رئيس في روسيا تعهد بالقضاء على الإرهابيين حتى 'في المراحيض'ِ
غير أن روسيا لا تحط سمعتها مع العالم الإسلامي بلا ثمن، فهي قد اشترطت لتنفيذ هذا المخطط أن ترفع الولايات المتحدة يدها عن طالبان وتساعدها في إقامة سلطة جديدة في أفغانستانِ وبقي التعثر ميزة كل اللقاءات الروسية ـ الأميركية الخاصة بمناقشة الأزمة الأفغانية والسبب انحصر في كلمة واحدة دائما: طالبانِ
غير أن الموقف الأميركي تبدل فجأة في مارس 1999 عند زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية كارل إيندرفيرت الذي قال بالنص: 'واشنطن ستعيد النظر في علاقاتها مع طالبان بعد أن رفضت تسليم بن لادنِ ولذلك فهي مستعدة لتعميق تعاونها مع موسكو ضد العدو المشترك'ِ
في هذه الكلمات غير المعروفة للكثيرين والتي أطلقها الدبلوماسي الأميركي وقتها دون أن يتوقف لتحليلها أي مراقب أو خبير استند السيناريو الروسي لمهاجمة أفغانستانِ ولكن 'تعميق التعاون' لم يتحقق وسارعت الولايات المتحدة بالتراجع عن السيناريو الروسي لضرب طالبان في وقت كانت فيه موسكو مستعدة، بل وموتورة بسبب تفجيرات البيوت السكنيةِ ولغرابة الأحداث تنفذ الهجمات ضد الولايات المتحدة في نفس التاريخ بعد سنتين، وتسعى واشنطن هذه المرة لضرب طالبان، في وقت رأى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أفضل وسيلة للتعبير عن دعمه للعمليات الأميركية المضادة للإرهاب التمتع بإجازة مفتوحة للاستجمام في سوتشيِ
تأهب فحسب
وكل ما تستطيع روسيا فعله في الوقت الحاضر التمتع برؤية الصواريخ وهي تتساقط على رؤوس غرمائها الطالبان وإعلان حالة التأهب القصوى للفرقة 201 المرابطة في طاجيكستان (رمزيا تسمى فرقة، غير أنها في الواقع تعتبر أكثر حجما من فيلق ومزودة تعبويا بكافة وسائل شن الحرب البرية والمدرعات والجوية والفضائية والاستخبارية، حيث يرابط معها لحمايتها من الجو فوج الطيران الحربي 323 ووحدات من المدفعية الثقيلة وأكثر من 7 آلاف مقاتل و 150 دبابة و 170 مدفعا ثقيلا و 350 عربة مدرعة)ِ
وحسب معلومات مؤكدة فأن أي وحدات روسية جديدة لم تتوجه الى طاجيكستان أو أي بلد في آسيا الوسطى، مما يدلل على أن روسيا لا تنوي الهجوم، بل التمركز للدفاع عن النفس والحدود فقط ولأن تشكيلة الفرقة 201 ليست هجوميةِ
وهذه المعطيات تحسم الشك في اشتراك روسيا مع الولايات المتحدة بالعملية العسكرية المنتظرةِ وحسب أقوال عسكريين روس فإن الإجراءات الروسية لا تتعدى الالتزام بالاتفاقات الأمنية التي وقعتها روسيا مع طاجيكستان وعدد من جمهوريات الإقليمِ
ويبدو أن موسكو تتمهل جدا في إعلان تأييدها للعملية الأميركية، خاصة أن الغموض يحيط بنوعية الضربات والأهداف والأسلحة التي تستخدم وتوقيتهاِ وتركز روسيا في الحالة هذه على حماية حدود الرابطة، ليس بالضرورة من هجمات طالبانية، بل من تسرب المقاتلين الأفغان الى أنصارهم في وادي فرغانة الأوزبكي وجبال طاجيكستان (وبالعكس) وصولا الى الشيشان (وبالعكس أيضا)ِ
الموقف من أزمة الشرق الأوسط
ترى روسيا أن 'الهجمات الإرهابية التي استهدفت نيويورك وواشنطن لن تؤثر على موقفها حيال عملية السلام في الشرق الأوسط'ِ هذا ما صرح به نائب وزير الخارجية الروسي والمسؤول عن هذا الملف فاسيلي سيريدينِ وأكد بأن روسيا تبذل كل جهودها لمساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على إيجاد حل مقبول عبر المفاوضات على أساس خطة ميتشلِِِالخِ وفي القاهرة قال موفد الخارجية الروسية أندريه فدوفين عقب لقائه مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أنه تم خلال اللقاء التأكيد على وجوب مضاعفة الجهود لمحاربة الإرهاب ومواصلة البحث عن سبل لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسطِ
وقدرت موسكو بشكل إيجابي مبادرة الرئيس الأميركي جورج بوش الذي أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون حثه فيها على بدء المفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفاتِ ويرى الدبلوماسيون الروس بأن هذا اللقاء فرصة سانحة لإنهاء الأزمة التي دخلت عامها الثاني والتي تبدو محلية، إلا أنها شقت العالم الى فريقين، فضلا عن استخدامها لتأجيج مشاعر العرب العدائية تجاه الغرب بظهور الولايات المتحدة كحليف لإسرائيلِ