السبت، 4 يونيو 2011

أسلحة القرن الروسية


كان لافتا التصريح الذي أدلى به نائب رئيس الحكومة الروسية ايليا كليبانوف قبل ايام حول قيام حكومته بالبحث عن موارد اضافية لتطوير العمل من أجل اختراع اسلحة جديدة ورفع الاعتمادات المخصصة لاختراع اسلحة المستقبل، وهذا يدفعنا الى تسليط الضوء على أهم الأسلحة التي ستفاجئ بها روسيا العالم في القرن المقبل، بعد ان تربعت على العرش النووي طوال النصف الثاني من القرن الحاليِ
نشير قبل كل شيء الى ان اسلحة المستقبل غير مميتة، وبهذا المعنى فانهم يعتبرونها أسلحة 'انسانية' فلا يتسبب استخدامها في أي تدمير ولا يؤدي الى قتل الناسِِ ولا يحدث استخدامها اي تلوث اشعاعيِ
غير ان روسيا لم تعلن عن وجود هذه الاسلحة لديها، لأن الامم المتحدة حرمتها بصرف النظر عن 'انسانيتها'! ولأن الامم المتحدة تتعامل بكل حزم مع هذه الانواع من الأسلحة، الأمر الذي لم تفعله مع أسلحة الدمار الشامل المعروفةِ
وكانت وسائل الاعلام الغربية تثير موضوع الاسلحة 'الغريبة' وغير المألوفة لكنها لم تعط الدليل على وجودهاِ لذلك تطرح 'القبس' هذه المعلومات الخاصة وتقدمها الى المهتمين بالقضية، سعيا الى ايضاح ما قد التبس بشأنهاِ
السلاح النفسي الالكتروني
توجد اليوم في الولايات المتحدة مولدات التذبذب منخفض التردد، التي تثير الدوران والغثيان والاختلالات النفسية والانفعاليةِ ولديها ايضا مولدات الاشعاع المغناطيسي الكهربائي القادرة على اثارة 'الصوت الاشعاعي' في رأس الانسانِ وعرضت هذه التقنية في العام الماضي في مركز الابحاث العلمية والتكنولوجية في ولاية لويزانا الاميركية، وبدأت بعد ذلك في قاعدة أكاديمية السلاح الجوي في كولورادو سبرينغس، اعادة تنظيم الهيئات القيادية لبعض الوحدات لصناعة نوع جديد من الاسلحةِ وعلاوة على ذلك، انشئت بمبادرة من الولايات المتحدة في اطار برنامج حلف شمال الاطلسي فرقة عمل خاصة لبحث آفاق استخدام الاسلحة غير المميتة بغية تنسيق الاعمال الجارية في هذا المجال في بريطانيا وفرنسا والمانيا والدانمرك، وأقبلت الفرقة على العمل لبناء المولد الذي يعطي التصور الكامل لأهداف في الجوِ
واذا كانت الولايات المتحدة والاطلسي يدرسان حاليا امكانية صنع السلاح النفسي الالكتروني، فان روسيا قد صنعته منذ مدة طويلة وتصدرت العالم بأجمعه في تكنولوجيا هذا السلاح ومدى تأثيره، رغم ان الاميركيين بدأوا العمل بجد لدراسة هذا السلاح منذ السبعينات، وأحرزوا بعض النجاح في عام 1995، وكان الانكليز يتحركون بالسرعة نفسهاِِ وحسب معلوماتنا فان الجيش البريطاني اجرى في عام 1995 في ايرلندا تجارب ميدانية على هذا السلاح 'الانساني'، باستخدام الترددين فوق السمعيين لتفريق الحشود (عندما يختلط الترددان في الاذن البشرية لا يمكن ان يطيقهما اي انسان)ِ
وكان الجنود المتطوعون لتجريب السلاح عليهم يشعرون برغبة لا تقاوم بالفرار من تأثير هذه الآلة 'الانسانية' القاهرةِ وأجريت تجارب مماثلة في هيئة أركان Armys Lisburn وأعلنت قيادة هذه الاركان ان التجارب كانت ناجحة جداِ
غير ان روسيا كانت قد سبقت الاميركان والبريطانيين بعشر سنوات على الأقل، وهو ما سوف نثبته في ما يلي:
تجارب سوفيتية
في عام 1917 انشئت الادارة الطبية في لجنة أمن الدولة (لم تكن تسمى من قبل 'كي جي بي' في آن واحد مع تأسيس اللجنة نفسهاِ وبعد مرور عدة سنوات افتتحت مستشفيات الميدان لاجراء التجارب الخاصة وتبعت هذه الدائرةِ
وبدأت في روسيا التجارب الأولى لاختراع السلاح النفسي في الستينات وحتى مطلع الثمانينات، حيث كان هذا السلاح أخيرا بحوزة الدوائر الأمنية السوفيتية، وفي عام 1981 اعدت الادارة الطبية للجنة أمن الدولة 'كي جي بي' كتابا تطبيقيا مخصصا لعاملي المخابرات فقطِ وجاء في هذا المنشور السري ان العلم المعاصر يقترح طيفا واسعا جدا لأساليب التحكم في سلوك الانسان وأفكاره وشعوره (وكذلك في مجموعة من الناس) وأبسط اسلوب هو التهيج السمعي ـ المرئي (الاوديو ـ فيديو) وهذه المهيجات لا يهضمها (لا يقبلها) الوعي على الاطلاق اذا تغلغلت عميقا في العقل الباطنِ وبامكانها توجيه الانسان (تفكيره وسلوكه) الى الاتجاه المطلوب دون ان يشعر بذلكِ والنفاذ عبر القناتين السمعية والمرئية هي اسهل اسلوب لتحقيق هذا الهدفِ مثلا، توضع أطياف بواسطة جهاز خلط الاشارات ويتم ابطاؤه ل 10 ـ 15 مرة بشكل متكرر للتوصل الى الايحاء المطلوب، وتسمع الكلمات المذاعة بهذه الطريقة كعواء خافت وتصبح بعد الوضع غير محسوسة بالمرةِ ويمكن باستخدام هذه الطريقة ايصال ايحاء معين للمواطنين عبر الراديو العاديِ
وفي غضون الحث المرئي (التأثير من القنوات البصرية) يركبون في تسجيل الفيلم قطعا صغيرة جدا (04ِ0 ثانية) لصور النص الايحائي أو صورة شخص متكررة كل خمس ثوانِ وتقنية صنع مثل هذا الكاسيت غير معقدةِ
متاعب وتشنج
غير ان كل هذه الطرق صارت قديمة، فالصوت فوق السمعي أفضل بكثير، لأنه ليس بوسع الانسان ان يشعر بتأثير الذبذبات فوق 100 هرتزِ ومع ذلك تؤثر هذه الذبذبات على أجهزة التفكير والجهاز العصبي وتثير وجع الرأس والدوار ومتاعب في البصر والتنفس وتشنجات تصل لفقدان الرشدِ وحسب تأكيدات مؤلفي الكتاب التطبيقي يكون صنع الاجهزة المتخصصة لمثل هذه التأثيرات أمرا غير معقد لمخترع نابهِ
اما الصوت دون السمعي فهذا بعكس الترددات المنخفضة جدا (أقل من 16 هرتز) ويثير هذا الصوت ذو الفعالية المنخفضة جدا (120 دسيبل تقريبا) الغثيان والرعب الغريزي وتردي البصرِ ويسبب صوت الفعالية المتوسطة (حتى 130 دسيبل) سوء الهضم ووجعا في الرأس، والشلل وأحيانا العمىِ ومن الممكن ان يضعف القلب أو يؤدي الى توقف عمله لدى الانسانِ
والموت يحصل في الحالات القصوى التي تعتمد على صحة الانسان المقابلِ فعلى السلاح 'الانساني' ان يبقي الانسان على قيد الحياةِ ويرى الخبراء الروس ان النظام الأمثل لتأثير صوت ما دون سمعي هو 125 دسيبل، يتردد 7 هرتز لتتماشى مثل هذه الترددات كليا مع وتيرة ترددات الدماغ الطبيعيةِ
التردد فوق العالي
وثمة أساليب طورها الروس تتلخص في استخدام اشعاع التردد فوق العاليِ وتنشأ تحت تأثير هذا الاشعاع وقت الادراك أعراض التعب والغثيان والصداعِ ويمكن لهذا الاشعاع اثارة الخلل في أعمال القلب والدماغ والجهاز العصبي المركزيِ ويمكن لمستخدم هذا السلاح ان يدخل المعلومات التي يريدها في الدماغ مباشرة ليسرع في غضون ذلك، التأثير النفسي في العقل الباطنِ ويمكن استخدام اسلاك الهاتف وانابيب المجاري والتدفئة وجهاز التلفزيون ونظام الاشارات المنذرة بالحريق كهوائيات ترسل هذه الموجاتِ
ويعد الاشعاع الترسيوني (اشعاع فيزيائي ينتج في المختبرات بشكل اصطناعي) ذروة الاختراعات الروسية في هذا المجال، ومن المستحيل على الانسان بمساعدة الوسائل العادية واحتياطات الجسم الداخلية الدفاع بها عن نفسهِ ولا يجد الخبراء صعوبة في استخدام هذا الاشعاع لرفع حالة التهيج غير المرغوب فيها وتقليل النشاط النفسي والفيزيائي واحداث خلخلة بكل الرغبات الانسانية المعروفة، كالشرب مثلا، ويؤدي بالانسان الى الاعتراف بمختلف الاسرار التي يمتلكها وتدفعه على الانتحارِ ومن الضروري ادخال برنامج في العقل الباطن من دون تأثيرات التنويم المغناطسي المعروفةِ والاجهزة المرتبطة بهذا السلاح واستخدامه العملي سرية للغاية وتتطلب مهارة عالية في تشغيلها وما زالت الاعمال مستمرة في روسيا لتطوير هذا النوع من الاسلحة النفسية ـ الالكترونيةِ
اذن العمل يستمر ولم يوقف تفكك الاتحاد السوفيتي هذه العمليات وقضايا لجنة أمن الدولة ما زالت قائمة، وتؤكد سلسلة الانتحارات غير المتوقعة والغريبة بعد انقلاب اغسطس 1991 على نجاح الاختراع الوطنيِ وثمة روايات كثيرة تشير الى ان خبراء ال 'كي جي بي' ساعدوا وزير الداخلية بوغا والمارشال سيرغي اخرومييف والخازن الحزبي الرئيسي نيكولاي كروتشينا على انتحارهمِ ومن الممكن ان يكون ذلك قد تم بالفعل حسب شهادات المقربين منهم، الذين اكدوا على عدم تصديقهم فكرة الانتحار الطوعي لثلاثة من أهم اركان القيادة الحزبية والامنية السوفيتية في وقت واحدِ
'تجنيد' الخريجين
ومعروف ما جرى في عام 1992، من تجنيد جماعي لخريجي الكليات الطبية العليا في موسكو للعمل في صفوف لجنة أمن الدولةِ فلماذا حصل ذلك؟ِ
كانت الكليات والمعاهد العسكرية الروسية العليا تعد الكثير من الاطباء للعمل في المهمات الصعبة والحرجةِ وكان أغلب المجندين في المخابرات الروسية من خريجي اقسام التحليل النفسي وعلم النفس والطب النفسي، وكان الاختصاصيون يعملون في مختبرات لجنة أمن الدولة ل 'خير الوطن'، وكانت الاسرار النفسية ـ الالكترونية مخفية بمتانة تحت عنوان 'سري للغاية'، واستمرت الامور على هذا النحو حتى انتصار 'الديموقراطيين' الثاني في عام 1993، عندما تغيرت الحالة وتم الاستيلاء على مقر البرلمان المتمردِ ووجدت لجنة أمن الدولة نفسها في حالة لا تحسد عليها حيث كفت السلطات عن تمويل الادارة الخامسة حتى حلتها نهائيا، واصبحت دائرة حرس الحدود ودائرة المخابرات الخارجية هيكلين مستقلين ونقلت دوائر كثيرة جدا تحت اشراف وزراء الداخليةِ
'دائرة مكافحة الارهاب'
لكن العلماء والخبراء الذين كانوا يقومون بتحديث السلاح النفسي قد بقوا رغم ان الدولة لم تكن ترغب في اهدار الاموال على مشاريع مكلفة جدا لم تر فيها جدوى بعد تغير مذهبها وايديولوجيتهاِ
ووجد هؤلاء العلماء في هيكل جديد مأوى لهم وهو دائرة مكافحة الارهابِ واستمروا في رفع اقتراحاتهم باقتناء جهاز التأثير الترسيوني 'لحل مشكلة الارهاب' مرة واحدة والى الأبد، حيث يتمكن هذا الجهاز من شل افراد مسلحين ايا كان عددهم من مسافة 300 ـ 500 متر لفترة 15 ـ 20 دقيقة مهما كان المكان الذي يختبئون فيه: قبو، باصِِ أو في طائرةِ
وطالب الخبراء باستخدام هذا الجهاز خلال الانقضاض على مستشفى بوديونوفسك وتعهدوا بالقبض على منفذ عملية اختطاف الرهائن شامل بساييف ومن معه في غضون نصف ساعةِ لكن جميع رؤساء الهياكل الحساسة رفضوا طلبهم، لأنهم سيحتاجون الى تمويل لتطوير مشاريعهم واختراع معدات جديدة مهمة غالية الثمن ومزعجة، كونها تتطلب تأسيس وحدات جديدة وتدريبهاِِ الخِ
وكان هؤلاء العلماء مخلصين وأمناء حسب آخر المعطياتِ لم يبيعوا تصاميمهم واختراعاتهم الى رموز الطغمة المالية (اهتم بوريس بيريزوفسكي بها، على حد تعبيرهم) ولم يبيعوها للمخابرات الغربية (يقال إنهم طلبوا منها مبالغ خيالية)ِ
وحسب معطيات المعهد الدولي لمشاكل السلام في استوكهولم ستتجاوز نفقات الولايات المتحدة في العامين أو الثلاثة أعوام التالية لصناعة السلاح غير المميت وشرائه أكثر من بليون دولارِ وكان في امكان العلماء الروس الحصول منها على عدة ملايين من الدولارات بدلا من البليونِِ لكنهم بدلا من هذه التجارة المحرمة فضلوا دراسة مبدأ استخدام التأثيرات المنخفضة ضد التشكيلات الاجرامية في بعض أحياء موسكوِ ومن الممكن نصب الاجهزة التي صنعوها في سيارة أو شقة او في حقيبة دبلوماسية، سيتم قمع وابطال كل الموجات اللاسلكية بما في ذلك التي تستخدم لتفجير قنبلة عن بعدِ
لكل من يدفع!
وثمة أمر آخر: كان عدد الاختصاصيين في لجنة أمن الدولة كبيرا جدا، فأين هم الآن وأين تكنولوجياتهم؟ هل يعملون حاليا وفي أي مكان؟ وهل اصبحت هذه التكنولوجيا بمتناول أي زبون قادر على الدفع بغض النظر عن الصفات الاخلاقية والاهداف المقصودة؟ ان بوسع اي زبون قادر على الدفع ان يتحول الى 'حاكم النفوس' تماما كما ظهر في السوق 'قرص الكرملين' المفعم بالالكترونيات الواقية ضد جميع الامراض والذي كان يتناوله ليونيد بريجنيفِ
واذا عدنا الى الانتخابات الرئاسية الروسية الماضية، فان كل المؤشرات كانت تدلل على ان بوريس يلتسين لن يحصل على اكثر من 10% من أصوات الناخبينِ ولكن في النتيجة صوت لصالحه 51% وثمة من يقول انه مهما كنت بورجوازيا او ديموقراطيا فان مثل هذه الاجهزة يمكن نصبها في الامكنة المناسبة تجعلك تهرع لتصوت مع اي زعيم آخرِِ فلماذا يحدث ذلك؟
وثمة في الكتاب التطبيقي لرجال المخابرات سطور مصيرية عن المعاملة المكثفة للاوعي الانسان عن طريق تأثير الاصوات غير السمعية والاشعة ذات الترددات فوق العالية، والقليل عن طرق الصدمة الكهربائية والتنويم المغناطيسي، طريقة 'الزومبي' كما يسمونها، وفي نتيجة ذلك يفقد الانسان الاتصال بماضيه ويبرمج للخضوع لأوامر صاحب النداء دون قيد أو شرطِ
ويمكننا في بعض الحالات التعرف على 'الزومبي' من مظهره وسلوكه: وجه منقطع من الدنيا، لون بشرة غير عادي، بياض العينين نبرات متراخية للصوت، نطق غير صحيح، انعدام القدرة على التركيز والانتباه لأي شيء، ردة فعل بطيئة وذاكرة معطوبة وسلوك مبتذلِ ألا تذكرنا هذه الصور بشخصية روسية معروفة: الرئيس بوريس يلتسين مثلا؟
هل يوجد احتمال بأنهم قاموا بتجربة الطرق المذكورة عليه؟ ولم لا؟ فثمة رواية تؤكد ذلك سنجد فرصة أخرى لقصهاِ