السبت، 4 يونيو 2011

الكرملين والعائلة الضالة 3

المؤامرات الآثمة

استمر بافلوفسكي بصناعة 'المؤامرات الآثمة' التي كان يضعها في اطار مقبول لدى مستشاري الرئيس الذين لم يفكروا في هذا الوقت الا بشيء واحد، هو كيفية وضع الحد للمعارضة والهجمات 'الشريرة' لوسائل اعلامها الا بشيء واحد هو كيفية وضع حد للمعارضة والهجمات 'الشريرة' لوسائل اعلامها ووضعها تحت الرقابةِ والامر نفسه شمل وسائل اعلام بعض افراد الطغمة المالية المؤيدة لخصوم الكرملينِ وكان الاجماع على شن الحرب ضد القناة التلفزيونية 'ن ت ف' وبعض الصحف.
وارادوا في الكرملين تشغيل عدة سيناريوهات في آن واحد وطردوا كل من اعترض عليها بمن فيهم رئيس الديوان نيكولاي بوردوجا لرفضه المشاركة في مغامرات حمقاء كما وصفها وحقوقي الرئيس روسلان اوريخوف لانه رفض اعداد مرسوم رئاسي يحظر نشاط الحزب الشيوعي لعدم وجود اسس قانونية كافية برأيه.
اليأس
لقد خافوا من حظر الحزب المعارض الرئيسي في البلاد، ولم يكن لديهم سبب لحل مجلس الدوما لان النواب فشلوا في عزل الرئيس واقروا تعيين سيرغي ستيباشين رئيسا للوزراء بدلا من حليفهم فوراِ غير ان الكرملين شعر بتوالي الانتصارات عليه بما فيها من طاقة تتطلب استخدامها، وادت التطورات التي بدت كانتصار حققه الكرملين على كل الخصوم في معركة واحدة الى خروج الثنائي بوريس بيريزوفسكي ورومان ابراموفيتش الى الواجهة لكي يثبتوا لستيباشين من هو صاحب البيت.
ولم يصبر بيريزوفسكي الذي كان فارا من وجه بريماكوف الى باريس حتى وصوله الى موسكو، فقام باستدعاء كل اعضاء 'العائلة' الى منفاه ليشكلوا من هناك الحكومة الجديدةِ وبعد ان شكلوها بدأوا يهددون ستيباشين بطريقة ماكرة: تحدث الكسندر فالوشين الذي خلف بوردوجد عن مهمات الحكومة الجديدة الصعبة في 'تحقيق الوفاق السياسي والاستقرار الاقتصادي لكي تجري في ظل ذلك الانتخابات البرلمانية والرئاسية بهدوء'ِ ورفعوا مطلبا اخر ليحققه ستيباشين وهو ضرورة حصول القوى الديموقراطية على اكثرية مقاعد البرلمان، وكذلك من 'الضروري ان تكون الحكومة قوية وقادرة على تحقيق هذه المهام'ِ ولم لا اذا كان ستيباشين هو المرشح الوحيد لحزب السلطة في الانتخابات الرئاسية القادمة كما اعلن فالوشين؟ وكان ترشيحه هذا بمثابة انذار نهائي اظهر وقاحة الكرملين في حدها الاقصى متمثلا بالضغط على ستيباشين عند تشكيل الحكومة في بداية الامر، ومن ثم مطالبته بتحويلات سياسية واقتصادية غير قادر عليها هو او غيره، واخيرا، وضعه وجها لوجه مع بوريس يلتسين الذي لا يريد لعام 2000 ان يحل على البشرية.
وكانت اقالة ستيباشين حتمية ومنظورة وليست مفاجئة كما خيل للمتتبعين، وكانت هيئة اركان يلتسين السياسية غارقة في المخاصمات المتبادلة والنزاعات ما بين العشائر الماليةِ ولم يستطع الرئيس العاجز احلال النظام ولو في داخل الكرملين.
اما مستشاروه الاوائل فلم يتميزوا بمخيلة كافية ولم يضعوا خططا طويلة الاجلِ وعلق موظفو الكرملين السابقون على ذلك بقولهم: هؤلاء الاشخاص غير قادرين على بلوغ حلول وسط ويريدون اخذ كل شيء لهم ولا يريدون الاتفاق مع احد او تقاسم مجالات النفوذِ هؤلاء يخافون من الرئيس ولا يتجاسرون على معارضته حتى اذا كان ينطق بحماقة مطلقة في كلماته التلفزيونية'.